ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة التعذيب و انتهاك حقوق الإنسان ليس من قبل الطغاة و قطاع الطرق و المحتلين فقط بل و من قبل رجال الأمن في التعامل مع المشتبه فيهم و المعتقلين و حتى أهاليهم و أمتد التعذيب ليصل إلى إهدار الأرواح البشرية و إيذائها بشتى السبل ، مما يصيب الشخص الواقع عليه التعذيب إن بقي في قيد الحياة كثير من الأثار النفسية التي تتمثل في حالة من التمزق و فقدان الذات و الشعور بلا إنسانيته و يصبح كل أمله في الحياة هو الموت ، و يتأثر أهله بكثير من الأعراض حتى لو لم يقعوا مباشرة تحت وطئة التعذيب ، الحقيقة أن كثير الأثار السلبية تعود على القائم بالتعذيب ذاته ، ذلك خلاصة الورقة التي قدمها د. عادل مدني أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر في أحد المؤتمرات ، قسم القائم بعملية التعذيب إلى 3 أنواع ، الأول موافق على التعذيب لأنه يرى أن هذه هي الطريقة المثلى لتحقيق العمل المنوط به و بالتالي تحقيق صالح المجتمع و النوع الثاني ، مضطر إلى فعل ذلك و يسعى بشكل واعي لترك مكان العمل و من هنا تكون البداية للتأثير على القائم بالتعذيب في الشعور بالذنب أو مجرد وجوده في المكان ضاغطا نفسيا ، أما الفئة الثالثة فهم يقومون بالتعذيب كنوع من أنواع المتعة و اللذة و يطلق عليهم ساديون بمعنى اضطراب في شخصيتهم ، تبدأ الأعراض النفسية عند القائم بالتعذيب في شكل اكتئاب عند شعوره بالذنب من أداءه لعمل قد لا يحبه و هذا الشعوربالذنب يؤدي إلى إحباط مستمر يؤدي بدوره إلى اكتئاب حاد و مزمن و مع عدم القدرة على التكيف مع الواقع يتحول الإحساس بالذنب الداخلي إلى سلوك النظافة الخارجية و يتكرر ليأخذ الصورة الوسواسية ( الوسواس القهري ) ، ومع زيادة الموقف الضاغط على الإنسان يؤدي إلى نوع من الخوف و القلق قد يصل إلى الهلع فيتوقع الشخص دائما أن نفس الشيء قد يحدث له أو لأولاده أو أقاربه و هذه الأعراض تحدث للفئتين الأولى و الثانية ، و يلاحظ أن بعض القائمين على عملية التعذيب قد يبدأون بالرفض و يستمر الرفض لكنه يخفت تدريجيا حتى يتحول إلى شكل من أشكال القبول و يؤثر في الشخصية و يتحول إلى شخصية سادية مع الإستمرار في هذا العمل لفترات طويلة ، و إحساس هؤلاء الدفين أنهم يؤدون عمل غير صحيح و ضد القيم الإنسانية فعلى المدى البعيد يؤدي إلى إخلال جهازهم القيمي مما يؤدي بهم إلى ارتكاب مخالفات إجتماعية و أخلاقية بسهولة شديدة و ينتقل هذا اختلال في الجهاز القيمي إلى الأبناء لا شعوريا مما يؤدي إلى تأثير سيء على المجتمع ككل حيث يخرج ابناء المجتمع في شكل غير ديمقراطي و لديهم جهاز قيمي سيء يستبيح أشياء كثيرة و بالتالي يؤدي إلى التخريب و عدم اتقان العمل و ظهور الروح السلبية و تتوتر العلاقات الإجتماعية و الأسرية للشخص القائم بالتعذيب .
Wednesday, September 28, 2005
حتى القائمين بالتعذيب ينالهم من التعذيب
ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة التعذيب و انتهاك حقوق الإنسان ليس من قبل الطغاة و قطاع الطرق و المحتلين فقط بل و من قبل رجال الأمن في التعامل مع المشتبه فيهم و المعتقلين و حتى أهاليهم و أمتد التعذيب ليصل إلى إهدار الأرواح البشرية و إيذائها بشتى السبل ، مما يصيب الشخص الواقع عليه التعذيب إن بقي في قيد الحياة كثير من الأثار النفسية التي تتمثل في حالة من التمزق و فقدان الذات و الشعور بلا إنسانيته و يصبح كل أمله في الحياة هو الموت ، و يتأثر أهله بكثير من الأعراض حتى لو لم يقعوا مباشرة تحت وطئة التعذيب ، الحقيقة أن كثير الأثار السلبية تعود على القائم بالتعذيب ذاته ، ذلك خلاصة الورقة التي قدمها د. عادل مدني أستاذ الطب النفسي جامعة الأزهر في أحد المؤتمرات ، قسم القائم بعملية التعذيب إلى 3 أنواع ، الأول موافق على التعذيب لأنه يرى أن هذه هي الطريقة المثلى لتحقيق العمل المنوط به و بالتالي تحقيق صالح المجتمع و النوع الثاني ، مضطر إلى فعل ذلك و يسعى بشكل واعي لترك مكان العمل و من هنا تكون البداية للتأثير على القائم بالتعذيب في الشعور بالذنب أو مجرد وجوده في المكان ضاغطا نفسيا ، أما الفئة الثالثة فهم يقومون بالتعذيب كنوع من أنواع المتعة و اللذة و يطلق عليهم ساديون بمعنى اضطراب في شخصيتهم ، تبدأ الأعراض النفسية عند القائم بالتعذيب في شكل اكتئاب عند شعوره بالذنب من أداءه لعمل قد لا يحبه و هذا الشعوربالذنب يؤدي إلى إحباط مستمر يؤدي بدوره إلى اكتئاب حاد و مزمن و مع عدم القدرة على التكيف مع الواقع يتحول الإحساس بالذنب الداخلي إلى سلوك النظافة الخارجية و يتكرر ليأخذ الصورة الوسواسية ( الوسواس القهري ) ، ومع زيادة الموقف الضاغط على الإنسان يؤدي إلى نوع من الخوف و القلق قد يصل إلى الهلع فيتوقع الشخص دائما أن نفس الشيء قد يحدث له أو لأولاده أو أقاربه و هذه الأعراض تحدث للفئتين الأولى و الثانية ، و يلاحظ أن بعض القائمين على عملية التعذيب قد يبدأون بالرفض و يستمر الرفض لكنه يخفت تدريجيا حتى يتحول إلى شكل من أشكال القبول و يؤثر في الشخصية و يتحول إلى شخصية سادية مع الإستمرار في هذا العمل لفترات طويلة ، و إحساس هؤلاء الدفين أنهم يؤدون عمل غير صحيح و ضد القيم الإنسانية فعلى المدى البعيد يؤدي إلى إخلال جهازهم القيمي مما يؤدي بهم إلى ارتكاب مخالفات إجتماعية و أخلاقية بسهولة شديدة و ينتقل هذا اختلال في الجهاز القيمي إلى الأبناء لا شعوريا مما يؤدي إلى تأثير سيء على المجتمع ككل حيث يخرج ابناء المجتمع في شكل غير ديمقراطي و لديهم جهاز قيمي سيء يستبيح أشياء كثيرة و بالتالي يؤدي إلى التخريب و عدم اتقان العمل و ظهور الروح السلبية و تتوتر العلاقات الإجتماعية و الأسرية للشخص القائم بالتعذيب .
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment