الإنسان المصري المعاصر محصلة تفاعل الإنسان عبر العصور فتجد هناك قوى تجذبه في اتجاه و قوى آخرى تجذبه في اتجاه آخر فيتوسط بينهما و يتمسك بالإلتصاق ما أمكن بقوة محدد هي أصوله و جذوره و المصري المعاصر يتشابه جدا مع المصري في العصور الفرعونية في معظم السمات ، المصري لا يحقق تقدما مستوردا ليس لأنه شرقي أو غربي لكن لأنه ليس مصريا و عندما يقلد الآخرين يفقد ذاته و يشعر بالاغتراب فمتى أراد المصري أن يحقق تقدما عليه أن يغوص داخل نفسه فيمكنه أن يتطور كيف شاء دون أن يفقد ذاته .
فهذا المصري جاء عليه آخرون اليوناني و الروماني و الفرنسي و الأنجليزي لكنهم ظلوا آخر يختلفون عنه فعاش اليوناني مع المصري قرونا لكن ظل يطلق عليه لفظ ( خواجا) لأنه غريب و لم يستوعب المصري شعب قط سوى الشعب العربي و اعتبره فاتحا و ليس مستعمرا كباقي الشعوب التي عاشت في مصر ذلك لتشابه الكثير من السمات الشخصية بين المصري و العربي فلم يكن العربي شديد التميز كما أنهم جاءوا بدين أقرب إلى قلوب المصريين فأخذوه على الرحب و السعة ، الانسان المصري أمتص كل الثقافات الوافدة عليه و دمجها في ثقافته المصرية الخالصة فصارت ذا طابع مصري بحت حتى الدين الاسلامي هو ذا طابع مصري اكثر سماحة عن غيره في دول العالم . سمات الشخصية المصرية لم تختلف منذ بداية الخليقة ، ربما ذلك يجعلك تشعر بأن الزمن لا يتغير لكن الذي يتغير هو المرحلة السنية التي نعيش فيها . هذا يجعل مجرد الحديث عن إمكانية تغيير المجتمع المصري أو إدخال أي تعديلات على الشخصية المصرية سواء بالسلب أو بالإيجاب يكن من باب السفسطة و أحلام اليقظة المستحيلة
من أهم تلك السمات الأزلية للمصري ميله للطمأنينة لذا فهو ذا ميول محددة للإكتئاب و يميل للفكاهة كما أنه يتميز بإخفاء لمشاعرة و انفعالاته ليعطي إحساس بالصمت و السكينة فإذا قابل شخص يكرهه فإنه يسلم عليه بمنتهى الحميمية دون أن يبد له مشاعره الحقيقية ، و يكون كبت المشاعر على هذا النحو في سبيل الواجب و القواعد العامة للسلوك في المجتمع ، فمن المعروف أنه كلما زادت القواعد كلما زاد كبت المشاعر فمن القواعد العامة مثلا عليك أن تبتسم في وجه الآخرين و للرجل لا تبك و المرأة أياك و الضحك بصوت عال الطمأنينة يتسم بها رغم ما يحاط به من ضغوط و مشاكل من أهم أسبابها التدين و الغيبية في التعامل مع الأمور و بالتالي التواكل مما يعطي له مظهر الصامد و في نفس الوقت هذا النوع من الطمأنية مفيد حيث أن القلق نتيجة ضغوط الحياة قد تؤدي إلى تحطيم النفس و الآخرين فهو يعالج ذلك دائما بالفكاهة ليصل إلى الطمأنينة و تبقى فكاهته محملة بالمرارة و السخرية اللاذعة ، المصري يطربه الناي و الموسيقى هو ذو حس جمالي لا يحب أبدا مشاهد الدماء و التعذيب يستمتع بالحديث عن الماضي المجيد ( أيام زمان ) ، المصري يميل ايضا لحسم المواقف في كل المواقف تقريبا تجده يلجا الى اي من الحكم و الامثال القديمة منذ ألاف السنين ليجد فيها طمأنينة لنفسه و تحديد اكثر للموقف الذي يواجه و ربما يطمئن نفسه اكثر بان هذا الموقف طبيعي و تعرض له غيرة و تخطوه كما انه لا يحب الغموض و الاحتمالات و لايتحمل ابدا أن يكون مخطئا و يحقق ذلك بإخفاء اخطائه ، فنجده دائما يتحدث عن تخلفه و تأخره في نفس الوقت لا يفعل شيء في سبيل التخلص من ذلك لأن المتحدث دائما يرى نفسه خاليا من النقائص ،كما لا يميل إلى التأمل الفكري و لا يحبه يتضح ذلك من قولهم بأن الفكر داء و فلان تعب من الفكر و كذلك أن الحياة ليست في الكتب لكن في الخبرة العملية للحياة
و يميل المصري إلى الجماعة فقلما تجده يحب يعيش بمفرده من ثم فالشخصية المصرية وسط بين الضعف و التأكيدية فالضعف يؤدي بها الى التفريط في الحقوق و التأكيدية تؤدي إلى التعدي على حقوق الغير و دائما المصري يرفض واقعه و يرفض المجتمع ليس كرها فيهما لكن هروبا من واقع صعب و مسئولية ترهق الكاهل فهو شخصية مسالمة تتجنب الإحتكاك بالواقع و تميل أكثر إلى الحذر فلا يميل الى المغامرة و المخاطرة مطلقا يميل للشكوى و يشعر بالضرر من الاخرين (الاضطهاد) ربما ذلك في كثير من الأحيان كنوع من التهرب من الشعور بالمسؤلية أو بالذنب إذا أخطأ ، كما انه متطرف في الحزن فهو دائما يبكي عند الحزن والفرح و يميل للبعد عن الجديد و التاكيد على المالوف .
No comments:
Post a Comment