- ولد الشاعر ميلود حميدة بمدينة الجلفة جنوب الجزائر، درس العلوم القانونية والإدارية، وبدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة، لكنه سرعان ما اتجه إلى كتابة الشعر الكلاسيكي؛ حتى أصبح له فلسفته الشعرية الخاصة.صدر له حتى الآن ديوان مطبوع "صرير العزلة"، ومجموعة قصصية، ورواية بعنوان "حديث الليل".تم اختياره ضمن ثمانية وأربعين شاعراً على مستوى العالم لينضم إلى الأنثولوجيا الأسبانية في طبعتها الأخيرة.ووسط أجواء مفعمة بالنصوص الشعرية كان لجريدة "السفير العربي" معه هذا الحوار..- كيف جاء انضمامك للأنثولوجيا الأسبانية الأمريكية؟كنت على معرفة مباشرة مع الشاعر المكسيكي "اوميرتوغارسيا" المقيم في أمريكا، ترجمت له حوار ونص شعري نشرته بالعربية؛ فهو حسب ما أرى له لغة فلسفية شاردة في الأسطورة والحقيقة، وعرض علىّ بعد فترة الانضمام إلى مجموعة نيون وهي مجموعة من الشعراء اتخذت شكل نادي أدبي يجتمع فيها شعراء الأسبانية والإنجليزية وقد أسسها الشاعر البيروني "ليوسيلادا"، وكنت من بين شعرائها حيث اختارتني لجنة التحكيم.- كيف بدأت تكتب الشعر بالأسبانية، خاصة أن كتابة الشعر مرحلة متقدمة جداً من إتقان اللغة؟تعلمت الأسبانية منذ ثلاثة أعوام؛ بمساعدة أصدقاء لي من المكسيك يتقنون الأسبانية بالإضافة إلى إتقانهم الإنجليزية، وحيث أني أجيد الإنجليزية فكان من السهل تعلم أي لغة لاتينية أخرى، بعد ذلك قرأت قرأت الكثر من الكتب الأسبانية قبل أن أكتب أي قصيدة شعرية حتى أني قرأت تاريخ المكسيك والعديد من كتب الشعر وخاصة ل"غابريل غارسيا ماركيز" وكان من السهل بالنسبة لي التفكير بأي لغة لاتينية طالما أني أستطيع أن أعبر عنها بالإنجليزية فكنت قد كتبت عدة قصص الآن وضاعت حروفها وسط هواجس اللغة الأسبانية.- هل كان لكتابتك الشعر بالأسبانية؛ تأثير على شاعريتك العربية؟ما بين اللغة واللغة سر يختفي في عباءة صوفي، جذبتني اللغة الأسبانية وسحرتني أنغامها فولجت إلى عوالمها وكتبت في صحفها وتفاعلت مع أريجها فأنبتت في روحي شاعر يعشق لغتين ويكتب بقلب واحد.- أخبرنا عن بداية مشوارك الشعري؟خرجت إلى الدنيا وجدتهم يحتفلون بالمولد النبوي المبارك، لذا أطلق علىّ هذا الاسم تبركاً، درست في الكتاب وحفظت القرآن وعمري 12 سنة، بعد حصولي على البكالوريا قررت دراسة القانون، من هنا كانت بداية علاقتي بالكتابة، كانت البداية بمحاولات قصصية، ثم وجدتني أكتب الشعر الكلاسيكي، لكن الآن أكتب الشعر بأسلوب مختلف؛ تمتزج فيه الروح بالأمنية بالحلم بالمعرفة بالحقيقة الصوفية وبكل ما يتعلق بعمق الروح أو بطرف منها.- ما القراءات التي تحرص عليها؟أحب قراءة الروايات، ومنذ تعلمت الأسبانية اكتشفت الكثير من الكتاب ما كنت أعرفهم لولاها، كما أحب قراءة الكتب النقدية والفكرية وكتب التراث أحب مقدمة ابن خلدون، وقد تأثرت بإرادة طه حسين وبفكر مالك وفلسفة العقاد وتابعت السهرودي وابن العربي وابن عطا الله السكندري.- اتخذت الأنثولوجيا عنواناً لها هو "تسكن الليل حين تقهره"؛ فكيف ترى دلالات هذا العنوان ؟نعم يتمحور موضوع الطبعة السادسة من الأنثولوجيا حول الموت، وعنوانها مأخوذ من بيت مأسوي لقصيدة الشاعر كارلوس أوليفيا اليروني المتوفي في سنة 1944 الذي يقول فيه "فقط نسكن الليل حين نقهره" أنا أرى أن سكنى الليل متعب جداً إذا ما قهر الحالمين، ففيه ترتمي الأحلام المؤلمة على فرش الشوك وفيه تتوالى الذكريات إلى إغمادها فترحل السفن محملة بالحنين وفيه ينبض القلب نبضات مختلفة غير التي ألفناها، وهناك في اعتقادي ارتباط كبير بين معنى الليل ومعنى الموت ومن ثم فنحن نحلم لنقهر الليل، والشاعر يحلم ليقهر الليل لذلك نموت إذا قهرنا الليل بسكونه وبزعانفه التي تغرز في قلوبنا فلا نتنفس إلا العدم.- وما هو النص الذي اخترته للمشاركة به؟كان بعنوان: El Luego Borra Loque Me Mana Escribeومعناه "النار تمحو ما تسطره يدي"، وإليك مقطع منه:النار تمحو ما تسطره يديوأمامي تأكل ما اشتهتوما خلفي غير الرمادمشتت في كل شبرمفرغ في كل ظلترتادني الرؤيا فيستلني الشيطان من ثوبيهزيلا .. بارداينسج الأضغاث في كفيو يمضي ضاحكا ..- ما الصعوبات التي تواجهك الآن؟للمستعمرين وإن لانوا قلوب كالحجارة لا ترق، نعم لكل مستعمر هدف واحد وهو قتلك حياً أو إحياؤك ميتاً كما يقول الشاعر أحمد شوقي في قصيدته دمشق، وربما كان الاستعمار الذي ضرب ربوع الجزائر من أكثر من قرن ونصف لا يزال رابضاً كالديناصور ومازالت روحه خالدة على فكر الأجيال، وعن الصعوبات التي تقابلني فهي القابلية للاستعمار الفكري والتقني والتاريخي والجغرافي، قابلية الاستعمار التي دمرت فكرنا وأصبحنا لا نعرف من تاريخنا إلا ما يمليه علينا ضمائر الآخرين، بدأنا من نقطة البحث عن الكيان الإنساني والطبيعة وعلاقتهما ببعضهما وانتهينا فعلاً إلى شئ واحد هو كيف تكسب المال، وما يواجهني الآن يواجه أي شاب في حياته في الوطن العربي وهي الحياة المكلفة جداً مادياً، أما من الناحية الأدبية فلا يوجد علامة أو بادرة توحي بتبني المبدعين في الوطن العربي، وما هي إلا أمور شكلية.- كيف ترى حال الشعر العربي في الوقت الراهن؟لا أدري كيف يجب أن أتحدث عن حال الشعر العربي ونحن لازلنا نبحث عن مكان وسط الأقدام الكثيرة، فقط أحيي أدونيس ومحمود درويش وفي الغيب مشاعر لم تقرأ بعد.
Friday, December 02, 2005
"ميلود حميدة" أول شاعر عربي ينضم إلى الأنثولوجيا الأسبانية الأمريكية :
- ولد الشاعر ميلود حميدة بمدينة الجلفة جنوب الجزائر، درس العلوم القانونية والإدارية، وبدأ مشواره الأدبي بكتابة القصة، لكنه سرعان ما اتجه إلى كتابة الشعر الكلاسيكي؛ حتى أصبح له فلسفته الشعرية الخاصة.صدر له حتى الآن ديوان مطبوع "صرير العزلة"، ومجموعة قصصية، ورواية بعنوان "حديث الليل".تم اختياره ضمن ثمانية وأربعين شاعراً على مستوى العالم لينضم إلى الأنثولوجيا الأسبانية في طبعتها الأخيرة.ووسط أجواء مفعمة بالنصوص الشعرية كان لجريدة "السفير العربي" معه هذا الحوار..- كيف جاء انضمامك للأنثولوجيا الأسبانية الأمريكية؟كنت على معرفة مباشرة مع الشاعر المكسيكي "اوميرتوغارسيا" المقيم في أمريكا، ترجمت له حوار ونص شعري نشرته بالعربية؛ فهو حسب ما أرى له لغة فلسفية شاردة في الأسطورة والحقيقة، وعرض علىّ بعد فترة الانضمام إلى مجموعة نيون وهي مجموعة من الشعراء اتخذت شكل نادي أدبي يجتمع فيها شعراء الأسبانية والإنجليزية وقد أسسها الشاعر البيروني "ليوسيلادا"، وكنت من بين شعرائها حيث اختارتني لجنة التحكيم.- كيف بدأت تكتب الشعر بالأسبانية، خاصة أن كتابة الشعر مرحلة متقدمة جداً من إتقان اللغة؟تعلمت الأسبانية منذ ثلاثة أعوام؛ بمساعدة أصدقاء لي من المكسيك يتقنون الأسبانية بالإضافة إلى إتقانهم الإنجليزية، وحيث أني أجيد الإنجليزية فكان من السهل تعلم أي لغة لاتينية أخرى، بعد ذلك قرأت قرأت الكثر من الكتب الأسبانية قبل أن أكتب أي قصيدة شعرية حتى أني قرأت تاريخ المكسيك والعديد من كتب الشعر وخاصة ل"غابريل غارسيا ماركيز" وكان من السهل بالنسبة لي التفكير بأي لغة لاتينية طالما أني أستطيع أن أعبر عنها بالإنجليزية فكنت قد كتبت عدة قصص الآن وضاعت حروفها وسط هواجس اللغة الأسبانية.- هل كان لكتابتك الشعر بالأسبانية؛ تأثير على شاعريتك العربية؟ما بين اللغة واللغة سر يختفي في عباءة صوفي، جذبتني اللغة الأسبانية وسحرتني أنغامها فولجت إلى عوالمها وكتبت في صحفها وتفاعلت مع أريجها فأنبتت في روحي شاعر يعشق لغتين ويكتب بقلب واحد.- أخبرنا عن بداية مشوارك الشعري؟خرجت إلى الدنيا وجدتهم يحتفلون بالمولد النبوي المبارك، لذا أطلق علىّ هذا الاسم تبركاً، درست في الكتاب وحفظت القرآن وعمري 12 سنة، بعد حصولي على البكالوريا قررت دراسة القانون، من هنا كانت بداية علاقتي بالكتابة، كانت البداية بمحاولات قصصية، ثم وجدتني أكتب الشعر الكلاسيكي، لكن الآن أكتب الشعر بأسلوب مختلف؛ تمتزج فيه الروح بالأمنية بالحلم بالمعرفة بالحقيقة الصوفية وبكل ما يتعلق بعمق الروح أو بطرف منها.- ما القراءات التي تحرص عليها؟أحب قراءة الروايات، ومنذ تعلمت الأسبانية اكتشفت الكثير من الكتاب ما كنت أعرفهم لولاها، كما أحب قراءة الكتب النقدية والفكرية وكتب التراث أحب مقدمة ابن خلدون، وقد تأثرت بإرادة طه حسين وبفكر مالك وفلسفة العقاد وتابعت السهرودي وابن العربي وابن عطا الله السكندري.- اتخذت الأنثولوجيا عنواناً لها هو "تسكن الليل حين تقهره"؛ فكيف ترى دلالات هذا العنوان ؟نعم يتمحور موضوع الطبعة السادسة من الأنثولوجيا حول الموت، وعنوانها مأخوذ من بيت مأسوي لقصيدة الشاعر كارلوس أوليفيا اليروني المتوفي في سنة 1944 الذي يقول فيه "فقط نسكن الليل حين نقهره" أنا أرى أن سكنى الليل متعب جداً إذا ما قهر الحالمين، ففيه ترتمي الأحلام المؤلمة على فرش الشوك وفيه تتوالى الذكريات إلى إغمادها فترحل السفن محملة بالحنين وفيه ينبض القلب نبضات مختلفة غير التي ألفناها، وهناك في اعتقادي ارتباط كبير بين معنى الليل ومعنى الموت ومن ثم فنحن نحلم لنقهر الليل، والشاعر يحلم ليقهر الليل لذلك نموت إذا قهرنا الليل بسكونه وبزعانفه التي تغرز في قلوبنا فلا نتنفس إلا العدم.- وما هو النص الذي اخترته للمشاركة به؟كان بعنوان: El Luego Borra Loque Me Mana Escribeومعناه "النار تمحو ما تسطره يدي"، وإليك مقطع منه:النار تمحو ما تسطره يديوأمامي تأكل ما اشتهتوما خلفي غير الرمادمشتت في كل شبرمفرغ في كل ظلترتادني الرؤيا فيستلني الشيطان من ثوبيهزيلا .. بارداينسج الأضغاث في كفيو يمضي ضاحكا ..- ما الصعوبات التي تواجهك الآن؟للمستعمرين وإن لانوا قلوب كالحجارة لا ترق، نعم لكل مستعمر هدف واحد وهو قتلك حياً أو إحياؤك ميتاً كما يقول الشاعر أحمد شوقي في قصيدته دمشق، وربما كان الاستعمار الذي ضرب ربوع الجزائر من أكثر من قرن ونصف لا يزال رابضاً كالديناصور ومازالت روحه خالدة على فكر الأجيال، وعن الصعوبات التي تقابلني فهي القابلية للاستعمار الفكري والتقني والتاريخي والجغرافي، قابلية الاستعمار التي دمرت فكرنا وأصبحنا لا نعرف من تاريخنا إلا ما يمليه علينا ضمائر الآخرين، بدأنا من نقطة البحث عن الكيان الإنساني والطبيعة وعلاقتهما ببعضهما وانتهينا فعلاً إلى شئ واحد هو كيف تكسب المال، وما يواجهني الآن يواجه أي شاب في حياته في الوطن العربي وهي الحياة المكلفة جداً مادياً، أما من الناحية الأدبية فلا يوجد علامة أو بادرة توحي بتبني المبدعين في الوطن العربي، وما هي إلا أمور شكلية.- كيف ترى حال الشعر العربي في الوقت الراهن؟لا أدري كيف يجب أن أتحدث عن حال الشعر العربي ونحن لازلنا نبحث عن مكان وسط الأقدام الكثيرة، فقط أحيي أدونيس ومحمود درويش وفي الغيب مشاعر لم تقرأ بعد.
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment