في حوار مع عبد المنعم أبو الفتوح:
الشعب لا يريد الإخوان و لا ينتخبهم
وصول الإخوان للحكم فيه خطورة على مصر
الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أحد أبرز أعضاء مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين بمصر كان من القيادات التي نسقت لدخول أعضاء الجماعات الإسلامية في السبعينات للهيكل التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين اعتقل أكثر من مرة في عام 1981م و مرة أخرى سجن عام 96 لمدة 5 سنوات في أحد قضايا المحاكم العسكرية للإخوان المسلمين ، كان لنا معه هذا الحوار بشأن بعض القضايا التي أثارها ظهور جماعة الإخوان المسلمين على الساحة السياسية في مصر مؤخرا :
ما هو موقف الإخوان المسلمين من النشر المسيء للرسول الذي اجتاح الدول الأوربية هذه الأيام ؟
بالنسبة للإساءة إلى الرسول اتخذت شكل سيء جدا بدأت برسوم كاريكاتورية في الدنمارك ثم انتقلت إلى النرويج و منها إلى فرنسا و للأسف هناك حالة من الاستهانة بالمسلمين و الإسلام تمثلت في هذه الرسوم الكاريكاتورية ، الإخوان المسلمين رفضوا ذلك في صورة بيان صدر عنا و عبرنا عن هذا الاستياء في مؤتمر ضخم عقد في الإسكندرية حضره 25 ألف شخص ومؤتمر آخر في الأزهر باسم الإخوان.
ليس جديد على العالم الغربي الإساءة للإسلام و المسلمين......
كلا ، هذه المرة مست محمد في شخصه فهم يتعاملون مع محمد كأنه مجرد رجل كبقية الرجال لا نبي مرسل فهم متصورون بغبائهم أن الإساءة لمحمد كالإساءة لأي شخص و محمد ليس شخص عادي فهو نبينا و قائد أمتنا و رسولنا و الإساءة له إساءة لنا جميعا ، المجتمع الغربي للأسف دأب و تربى على إباحة كل شيء استباحوا عيسى من قبل و أساءوا لستنا مريم و نحن ضد الإساءة لكل المقدسات الدينية ، ما حدث في الدنمارك ليس له أي علاقة بحرية الفكر كما يدعون لكنه أقل ما يوصف به أنه سفاهة و قلة أدب ، نحن نرحب بأي شخص يقول نحن نختلف معك في كذا أو كذا في موضوع معين كالحجاب ، حكم الردة طالما أننا نتحاور فنحن نقبل الحوار مهما اختلف معنا الآخر لأن القرآن نفسه يدعو للحوار و نحن نملك كمسلمين أو كإخوان مسلمين من الفكر و الرؤى التي يمكنها أن تقنع البشرية و نفخر بما نملكه من فكر ورؤى ، لسنا مفلسين عندما يكون الحوار حوارا فكريا لكن ما حدث ليس حوار و ليس فكرا .
ما رأيكم كإخوان في مبادرة عمرو خالد في سفرة للدنمارك ، فقد تعرض لمهاجمة شديدة من البعض ...؟
ليس الموضوع ذا قيمة لدرجة أن نأخذ منه موقف سواء مع أو ضد ، الناس كلها تعمل على قدر ما تستطيع .
هل يعد إغلاق أفاق عربية منحى جديد في علاقة الإخوان بالدولة ؟
إغلاق أفاق عربية يعتبر في إطار الحملة التي تقوم بها الدولة ضد الإخوان ، فليس هناك في مصر جريدة تغلق و خاصة إن كانت تتبع لحزب فأفاق عربية تتبع حزب الأحرار، و لا يمكن أن تغلق إلا إذا كانت أجهزة الأمن وراءها ، و هي ضمن الحملة التي تقوم بها أجهزة الأمن ضد الإخوان بهدف تحجيمهم و ضد الصحفيين بهدف إرعابهم و ضد القضاة أيضا ، و هذه أداة النظام المقررة بعد الإنتخابات لتحجيم المطالبة بالإصلاح فشن حملة على القضاة بتحويل 4 منهم و شن حملة على الصحفيين بأحكام الحبس و شن حملة على البرلمان بإذاعة جلساته و شن حملة على المنظمات السياسية النشطة مثل الإخوان المسلمين فاعتقل منهم البعض و أغلقت لهم أفاق عربية ، لكننا نسعى أن تعود للظهور قريبا ! و كي تخرج سيرة الحكومة من الموضوع زجوا ب محمود عطية رئيس التحرير كأن هو الذي لا يوافق .
بعد نجاح الإخوان في البرلمان ! ما الصعوبات التي واجهنكم مع الدولة ؟
أهمها تحجيم إذاعة الجلسات فالمواطن من أين له أن يعرف نشاط ال 88 عضو اللذي انتخبهم بدون إذاعة الجلسات عن طريق الإعلام و الإعلام الرسمي على وجه الخصوص .
هل ترضى عن أداء الإخوان المسلمين في البرلمان أم أنهم لم يحققوا بعد ما ترجوه منهم ؟
أنا راضي جدا عن أدائهم في البرلمان رغم أن فترة تواجدهم فيه لم تتجاوز شهرين ، لكني كمتابع فقط أرى أن اداء المعارضة كلهم بما فيهم الإخوان ممتاز و فوق الممتاز على غير المتوقع و يمكن لأي متابع يمكن أن يرى ذلك من خلال عدد الاستجوابات التي قدمت و عدد طلبات الإحاطة و الأسئلة و البيانات العاجلة ليس كما فقط لكن أيضا في مواضيع مهمة و حيوية تمس قضيتين مهمتين قضية الحريات و قضية مواجهة الفساد ، الأداء فعلا مشرف ليس للإخوان فقط لكن لمصر كلها .
إذا وصل الإخوان للسلطة الآن فما هي أهم الإصلاحات التي يبدأون بها ؟
أول مشروعين هو إطلاق الحريات و انهاء الفساد هذان أهم موضوعان لابد أن نبدأ بهما كي يتسنى لنا الإصلاح ، مصر فعلا دولة غنية جدا لكن الفساد ناهب ثرواتها .
كيف يمكنكم إنهاء الفساد ؟
بتفعيل و استقلال السلطة القضائية و إطلاق الحريات بعمل رقابة على الحكومة من خلال إعلام حر ، أنا لا أريد أبو زيد يسرق بالمليارات فيهرب خارج البلد و علان يسرق 100 جنية يسجن ليس معنى ذلك أني مع هذا أو ذاك لكن لماذا لم يقدم الآخر للمحاكمة .. لو في سلطة قضائية مستقلة يعطي إحترام لأحكام القضاء ما كان يحدث هذا .
توقفتم عن المطالبة بتكوين حزب ؟
لم نتوقف لكنا أعلنا بكل وضوح أننا لن نعلن قيام حزبنا إلا إذا اللغي قانون الأحزاب سيء السمعة الذي يجعل لجنة الأحزاب في يد السلطة ، فلا يمكن أن نضع أيدينا في يد الحكومة و نحن معترضين عليها أصلا .
لماذا إذا لم تتقدموا للحكم في انتخابات الرئاسة السابقة ؟
القوة الشريرة المتربصة بمصر ترفض الإخوان ، بالتالي إذا وصل الإخوان إلى الحكم الآن فيه مخاطر على مصر و نحن نقدم مصلحة مصر على مصلحة الإخوان ، لكن فعلا الإخوان يستطيعون حكم مصر و الشعب يريدهم مثلما رأيت في الانتخابات الأخيرة لكن عليهم أن يتقدموا في الوقت المناسب الذي لا يضر مصلحة مصر ، ما قيمة أن نصل للحكم و الدولة تضيع فنحن لا نريد آن يحدث مثلما حدث في الجزائر بعدما وصل الإسلاميين إلى الحكم دمروا الجزائر و نحن لا نريد أن نكرر التجربة .
و هل وصول حماس للحكم في فلسطين فيه خطر عليها ؟
أنا أتكلم عن مصر ، لا أريد خلط الأوراق.
كيف ترى المستقبل السياسي لمصر ؟
الشعب المصري يرضى الإسلام و يريد الإسلام عن وعي و فهم و ليس دغدغة للعواطف و بالتالي سيكون المستقبل للإسلام و المسلمين المعتدلين ، و الشعب عبر عن ذلك في الانتخابات الأخيرة فما جعل الناس تضحي كل هذه التضحيات تتسلق الأسوار و تعرض نفسها للضرب و القتل كي تدلي بصوتها لصالح الإخوان المسلمين ، الشعب لا يريد الإخوان فهو يريد الإسلام و لا ينتخب الإخوان لكنه ينتخب الإسلام و يرى أن الإخوان يقدمون الرؤية الإسلامية المعتدلة التي تتسع للجميع .
بالفعل يقال أن نجاح الإخوان كان من أجل دغدغة المشاعر الإسلامية ؟
الحزب الوطني قام ايضا بدغدغة المشاعر الوطنية لكنهم لم ينجحوا ، و معنى هذا هل لو قام الوطني برفع شعار الإسلام هل كانوا سينجحون ، ( و الله لو حلفوا على المصحف و لو جابوا سجاجيد و قعدوا يصلوا طول الوقت ما هيصدقوهم ) .
قلت من قبل أنك ضد قيام دولة دينية في مصر ! ؟
نعم نحن الإخوان المسلمين ضد قيام دولة دينية في مصر ، هناك فرق بين دولة دينية و دولة إسلامية فالدولة الدينية يحكمها رجال الدين مثلما حدث في العصور الوسطى التي حكمها رجال الكهنوت باسم الإله فلا يستطيع المواطن أن يتفق أو يختلف معهم فإذا غضب عليه رجل الدين خرج من رحمة الله و نحن لا نريد العودة إلى العصور الوسطى ، و الإسلام ليس فيه رجل دين لكن فيه علماء دين نستطيع أن نتفق أو نختلف معهم، الدولة الإسلامية التي ننشدها دولة يحكمها التكنوقراط أهل الاختصاص لكن بمرجعية إسلامية.
إذا لماذا ينظر البعض للإخوان بعين الريبة ؟
هذا بسبب تخويف الحكومة و الحملات الكاذبة التي تشن علينا جعلوا الناس يتصورون أن هؤلاء المتدينون لو حكموا البلد سيسيرون بالكرابيج وراء البنات الغير محجبات مثلا أو يضطهدون الأقباط و هذا غير حقيقي بالمرة.
ما هي مشروعات الإخوان في الفترة القادمة ؟
نحن داخلين على مشروع إصدار قانون السلطة القضائية في المجلس و نحضر مع الجبهة مشروع اللغاء قانون الأحزاب ، هذان أهم مشروعان الآن .
No comments:
Post a Comment