الكونفوشيوسية و البوذية و الهندوسية من أشهر الديانات القديمة
تعددت الآلهة أولا ثم تعددت الديانات
ديانة أخناتون من أهم مراحل الديانات القديمة على الإطلاق
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
كان الإنسان في مراحل حياته الأولى على الأرض يشعر بالخوف من كل شيء خاصة إن كان هذا الشيء ضخما كالجبال الشاهقة و الأشجار الضخمة كما كان يخشى الأماكن المجهولة كالكهوف و المغارات ، فاستغل الكهان قدرتهم على الإقناع و غفلة الإنسان في ذلك الوقت فأوزعوا في قلوبهم الخوف و اقنعوهم بقدرتهم على اخضاع الطبيعة بالطقوس السحرية ، رغم أن الإنسان وقتها اقتنع بهم و اطمئن إليهم إلا أنه ظل يشعر بأن قوى الطبيعة تحركها قوة أبعد كثيرا من قدرات هؤلاء الكهنة و السحرة فأخذ يتملق الطبيعة و يتقرب إليها بالصلوات و الذبائح لينال رضاها ، في نفس الوقت كان يعتقد أن الطبيعة تملكها و تسيطر عليها كائنات روحية وأنها مشحونة بقوة روحية تؤثر على مصير البشر ، و هذه الأنفس والأرواح تحب المهادنة و الإخلاص حتى لا تغضب عليهم من هنا ظهر تقديس الأحجار و الأشجار ، و مازالت بعض المناطق الجبلية من أوربا حيث يقوم الحطابون ببعص الصلوات قبل القيام بقطع الأشجار و نجد ذلك في الأحتفالات التي يقيمها الغرب لشجرة عيد الميلاد ، و من غرائب العبادات و الطقوس الدينية التي تقدس الطبيعة كان نساء اليهود العواقر يقومون بتزويج أنفسهن إلى الأشجار حتى ينجبن ، هكذا بدأت الأديان على وجه الأرض ثم بدأ الإنسان في التساؤل عن كنية الأب الأول الذي أنشأهم أول مرة و قد أعيتهم الحيل للوصول إلى إجابة عن طريق السحرة ، مما جعلهم يتطلعون إلى السماء حيث يوجد العلي ذلك القوي الخفية الذي لا يرى و هكذا بدأت فكرة الوحدانية في الأديان تدخل حياة البشر .
فما هي الديانات التي اعتنقت على مر العصور ؟ و كيف تطورت و تعددت ؟ و كيف ارتبطت الأديان بطبيعة البلاد فنجد مثلا أن الأديان التي اعتنقت في مصر القديمة تختلف عن أديان الصين و عن أديان الهند أو كوريا ، هذه الأسئلة أجاب عنها الكاتب لطفي وحيد في كتابه أشهرالديانات القديمة .
تعرض الكاتب لتعدد الديانات تعددت بالتالي تعدد الألهة و لعل مصر القديمة تضرب لنا أبسط الأمثلة على تطور الأديان من عبادة الروح إلى عبادة الألهة المتعددة و السلوكيات الحاكمة المنبثقة من هذه الأديان ، بدأت الآلهة المعبودة على شكل حيوانات لكل قبيلة إلهها الخاص بها ، ففي بلاد ( تنيس و أبيدوس ) كانت تعبد ( آوي ) ، مدينة ( الفيوم ) كانت تعبد ( التمساح ) ، مدينة طيبة كانت تعبد ( آمون ) في شكل كبش ، و مدينة ( منف ) كانت تعبد ( اللبؤة ) و عجل ( أبيس ) الشهير ، لم تكن تلك الحيوانات تعبد لذاتها بل كانت تعبد لخواصها التي كانت في بعض الأحيان فائقة للبشر فاعتقدوا أنها خواص إلهية و من أشهر الديانات الآخرى و الألهة التي كانت تعبد في مصر القديمة الإله (رع ) إله الشمس و مصدر النور و واهب الدفء كانت مدينة هليوبوليس مركزا ثابتا لعباته و تحكي الأساطير أن الإله رع استطاع الإتحاد مع الهة الشمس الآخرى فكان الإله ( حورس ) ،الإله ( آمون ) و معناه الإله المستتر و كانت طيبة مركزا لعبادته ، و استطاع فيما بعد الإتحاد مع الإله رع و أصبح يعرف بالإله ( آمون رع ) ، الإله ( أوزوريس ) إله المحبة و التعاون و السلام و الخير ،الإله ( إيزيس ) زوجة الإله ( أوزوريس ) كانت تعاون زوجها في رسالته على الأرض و استطاعت أن تجمع أشلاء زوجها بعد موته و إعادته للحياة كما تحكيها أشهر الأساطير القديمة ، الإله ( ست ) إله الخبث و الحقد و الشر و هو عدو البشر جميعا الإله ( تحوت ) هو إله الحكمة و حارس القانون و هو الذي صنع الحروف و علم القرآة و الكتابة للبشر ،الإله ( بتاح ) الذي عبده أهل ممفيس هذا الإله غارق في القدم ليس معروف بدايته و كان ملفوفا من قمة رأسه حتى أخمص قدمية كأنه مومياء ،الإله ( مات ) هو إله الحق الذي رسمت صورته على نقوش المعابد . كان القدماء المصريون يؤمنون إيمانا راسخا بالحياة الآخرى بعد الممات من هنا جاءت العناية بأجساد موتاهم بتحنيطها و يلبسونها أحسن الثياب و الذهب و مثلوا على جدران المعابد محاسبة الإنسان في الحياة الآخرة قبل أن يصل لمستقره منها توصلوا إلى ذلك من خلال الوازع الديني الذي فطرهم الله عليه الإله أخناتون هو الإله المصري الشاب الفرعوني الذي عرف الله و وحدانيته ، و هو من أهم مراحل الديانات القديمة على الإطلاق إذا هو كان بدايات الإعتراف الصحيح بوحدانية الله و رب الخلائق جميعا ، و قد أمر الملك الشاب ( اخناتون أن تمحى أسماء و أشكال الألهة الآخرى حتى أوزوريس الإله الأعظم عند قدماء المصريين وقتئذ من سجلات الدولة و أنشأ مدن جديدة لتكون مراكز لعبادة الإله الواحد لكن الديانة الجديدة التي اتى بها اخناتو لم يقدر لها البقاء بعد وفاته و خاصة أن تولى العرش بعده زوج ابنته ( توت عنخ آمون ) الذي استسلم صاغرا لكهنة آمون .
أما الديانات القديمة التي اعتنقتها بلاد فارس فكانت أولا : الديانة الزرادشتية :عاش هذا الدين في بلاد فارس ( ايران ) قرابة 25 قرنا من الزمان و لا يزال لها اتباع حتى الآن ، و هي نسبة إلى الحكيم الإيراني ( زرادشت ) المولود عام 628 قبل الميلاد في منطقة شمال ايران في تلك البلاد زحف عليها فريق من الأريين كانت تتعدد ألهتهم لما ظهر زرادشت أراد إدخال إصلاح على هذه الألهة فأقتنع بأنه رسول الإله الواحد ( أهورامازدا ) فنبذ كل الإله التي آمن بها الآريون و أبطل أساطيرهم ، قد بدأ زرادشت الدعوة لديانته الجديدة و هو شاب و لما بلغ الأربعين لقي معارضة هائلة و لكنه أفلح في كسب ثقة الملك و جعله واحد من أشد المؤيدين له ، تقوم الديانة الزرادشتية على مبدأ وحدانية الله و لا يوجد إلا رب واحد و هو (أهورامازدا ) ، و يؤمن زرادشت ايضا بالروح الشريرة و يسميها ( انجرمانيو ) و يؤمن زرادشت أن الخير و الحكمة لا ينتصران إلا بعد الموت و تؤمن الزرادشتية بالخير و ضرورة اتباعه و ترفض الزهد و لها بعض الطقوس مثل تقديس النار و الصلاة حولها و من أهم تقاليدهم التخلص من الميت بوضعه في مكان مرتفع لتأكله الطيور الجارحة التي تجرد الجسم من اللحم في ساعات محدودة ،في عهد الساسانيين في الفترة من 226 إلى 561 ميلادية أصبحت الديانة الزرادشتية هي الديانة الرسمية في البلاد و بعد الفتح العربي تحول الكثيرين تدريجيا إلى الإسلام و قد هرب الزرادشتيون في القرن العشرين إلى هرمز في الخليج الفارسي و منها اتجهوا إلى الهند حيث أقاموا لهم هناك مستعمرة صغيرة يطلق على سكانها أسم ( البارسيون ) تحريف لكلمة الفارسيون و مازالوا يعيشون هناك حتى الآن .
ثانيا : الديانة المانيشية : أسسها الحكيم ماني في الشرق الأوسط و انتشرت غربا حتى المحيط الأطلسي و هذا الدين لم يعد له وجود الآن إلا أنه ظل منتشرا لأكثر من ألف عام ، هو عبارة عن خليط من الديانات البوذية و الزرادشتية و المسيحية ، كانت تؤمن الديانة المانيشية أن الخير و الشر توأمان ولدا معا ليتصارعا معا و إلى الأبد ، و حرمت المانيشية أكل اللحوم و شرب النبيذ و العلاقات بين الرجل و المرأة و نظرا لصعوبة هذه التعليمات لم يكن يتبعها إلا فئة قليلة لهم الجنة و الآخرون قد يدخلون الجنة لكن بعد عناء طويل ، و قد ولد ماني في العراق عام 216 ميلادية من أصل فارسي ينحدر من الأسرة المالكة المسيحية ثم رحل ماني إلى الهند ليدعو إلى دينه الجديد و هناك حالفه الحظ و آمن به أحد الملوك الهنود ، ظل ماني يدعو لدينه الجديد حوالي 30 عاما و ارسل مبعوثين كثيرين لعديد من الدول للدعوة لديانتة الجديدة مما أثار عليه كهنة الديانة الزرادشتية الديانة الرسمية في البلاد وقتئذ ، قد ألف ماني كتبه الدينية بالغة الفارسية ثم بالسيريالية لكن تلاشت كتبة بتلاشي الديانة و قد عثر مؤخرا على بعضها بواسطة بعض الأثريين، نجحت الديانة المانيشية في الإنتشار غربا حتى أسبانيا و شرقا حتى الصين ، و قد بلغت الديانة المانيشية ذروتها في القرن الرابع و نافست الديانة المسيحية لدرجة أن القديس ( أوغسطيس ) ظل مؤمنا بها لمدة تسعة أعوام و عندما أصبحت الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للأمبراطورية الرومانية تلقت ديانة ماني ضربات عنيفة و طرد المؤمنون بها و عذبوا تعذيبا شديدا.
و في مملكة بابل القديمة عبد الإله ماردوخ ، بطل النزاع بين آلهة الفوضى و خالق العالم و الإنسان كما تروي اساطير الكهنة البابليين ، و الآلهة عشتار ، آلهة الخصب و الخصوبة للأمهات و الزروع و النباتات ، انتشرت عبادة الآلهة عشتار إلى القرب من فلسطين و مصر لدرجة أن أتباع زرادشت لم يقووا على مقاومتها و انتشرت لدى البابليين وقتها أسطورة الطوفان تقول الأسطورة أن الآلهة استشاطت غضبا من الإنسان نتيجة شره و قسوته فقررت أن تعاقبه بإغراقه بالطوفان على أن الآلهة قالت هذا السر لرجل واحد فأبتنى لنفسه فلكا و أدخل به أسرته و أهل بيته و مواشي الحقل و الوحوش و عدد من الصناع المهرة و كما يرى الكاتب أن هذه الأسطورة تحكي نفس حكاية الفلك المشحون الذي صنعه سيدنا نوح عليه السلام منذ عدة آلاف من السنين .
و في الأمبراطورية اليونانية ، تعددت الآلهة اليونانية تماما كما رسمها الشاعر الأغريقي هوميروس في ملحمته ( الألياذة و الأوديسا )
أما في الأمبراطورية الرومانية ، لم تعرف الديانات الرومانية أي اساطير عن الآلهة و لا من أين جاءت ، كان للرومان قديما أعياد و احتفالات عديدة وصلت لعدد 104 عيد ، و بلغ عدد الآلهة 36 آلها ، أشهرهم الآله (جوبيتر) : هو نفسه الإله (زيوس) عند الاغريق و غير معروف أصله التاريخي ، كانت أيام اكتمال البدر مقدسة له ، هو الذي قدر مصائر الناس و قدم لهم إيماءات من نور للدلالة على أحداث المستقبل بعلامات في السماء و طيران الطيور ، و قد صنع له الرمان هيكلا فوق الكابيتول كما جعلوه في العصور المتأخرة حارسا لروما فكان له نصيب من الأمجاد الأمبراطورية التي إعتزت بها المدينة ، و كان الولاة و حكام المدينة يتعبدون له قبل قيامهم بمباشرة وظائفهم ، ثم الإله (مارس) إله الحرب عند الرومان ، شيد له الرومان مذبحا وسط المدينة برموزه المقدسة الرمح و الترس و بجواره حيوانه المقدس الذئب و بعض صغار الآلهة من خدمه و عبيده ، و الإله ( يانوس ) حارس البوبات الذي يطلب لفتح الرزق أو الأعمال لأن كل عمل له بدايات و بدايته الساعات الأولى من اليوم أو اليوم الأول من الشهر أو الشهر الأول من السنة ؛ لذا سمي السهر الأول يناير على أسمة .
و الديانات القديمة في الشرق الأقصى قسمها المؤلف إلى ديانات اليابان و ديانات كوريا، فقد زخرت اليابان قديما بعدد هائل من الآلهة ذكورا و أناثا بلغ عدة آلاف نظرا لأن اليابانيين كانوا يرون إلها لكل قوة و في كل شيء مادي حتى سميت بلادهم ( أرض الآلهة ) لكن كانت آلهة الشمس لها الصدارة منهم فأقيمت عبادتها في أروع المعابد و الهياكل و ربما يرجع التعدد ايضا في الالهة إلى أن أصل اليابانيين متنوع فكانوا مجموعات مختلفة من الكوريين و المنغوليين و بعضهم كانوا من سكان جزر الملايو و قد قدم الأسلاف من جزر الباسفيك الجنوبية فطردوا السكان الأصليين شمالا و استوطنوا البلاد و كانوا يعيشون في قبائل لكل قبيلة عاداتها و عبادتها الخاصة . و ديانة الشنتو أشهر الديانات اليابانية كلمة شنتو معناها طريق الألهة ، و كانت الديانة تشمل معاني الوطنية المتطرفة و الولاء المطلق للأمبراطورية ، و الشنوتية لا تنسب إلى مؤسس معين ، كانت في مراحلها الأولى نوعا من عبادة الأرواح من أهم تعاليمها عبادة الطبيعة و خصوصا قوى الطبيعة المنتجة و أن الدنس مصيبة و الرجس خطية و الطهارة الجسدية قداسة و كل شيء يقدس الجسد أو الملبس مستقبح و ممجوج ، ثم جاءت ديانة الميكادو في المرتبة الثانية للأهمية و هي نسبة إلى يماتو زعيم القبيلة و هو مركز دينهم و عبادتهم كانوا يطلبون التضحية في حب و ايثار في سبيل الأمبراطورية ابن الشمس الآلهة و كانت عبادة الأمبراطور من العناصر البارزة في دين اليابان .
و في كوريا رغم أنه يوجد أديان عديدة فيها الآن إلا أن الديانة البوذية ارسخ الديانات ثبوتا فيها رغم أنها أصلا ديانة هندية، قد تعدى المؤمنين بها أكثر من عشرة ملايين فرد ثم تأتي الديانة الكنفوشيوسية التي بلغ عدد معتنقيها أكثر من 6 ملايين فرد لهم أكثر من 230 معبد و بعد ذلك دخلت الديانة الكاثوليكية كوريا لأول مرة 1783 ميلادية في عهد أسرة بي و انتشرت المسيحية الكاثولوكية و بلغ عدد المؤمنين بها عشرة ألاف فرد عام 1930 و بلغ عدد القساوسة الكوريين حاليا 927 قسا و توجد اكثر من 68 كنيسة ، و مؤخرا دخل الدين الإسلامي إلى كوريا ، من أشهر ديانات كوريا القديمة الديانة الشامانية :التي نشأت فكرتها لتقديس الطبيعة فهي ديانة عبادة الطبيعة أو الديانة التقليدية الفلكورية الكورية و غير معروف أصل الديانة و لا مؤسسها ، موطنها الأصلي منطقة جنوب سيبريا و وسط آسيا و قد تأثرت بالفكر البوذي ، لا يوجد مكان مخصص لأداء طقوس الديانة الشامانية و تتلخص طبيعة الطقوس الشامانية في تحضير الأرواح و سؤال روح الميت عما يفعله في العالم الآخر ، و ديانة : شوندوجيو من أكثر الديانات ذات النفوذ في كوريا أسسها في منتصف القرن التاسع عشر ( شوشي بو ) الذي ولد عام 1824 ميلادية و مات عام 1864 ميلادية ، قامت بهدف الجمع بين أفضل العناصر في الأديان الشرقية و الغربية و نادى (شي بو) بإيجاد صلة روحية خالصه بين الإنسان و خالقه ، يتبع ديانة شوندوجيو في كوريا 800 ألف و لهم أكثر من 125 معبد و مازالت هذه الديانة متبعة حتى الآن .
و عن ديانات الصين تأتي الكونفوشيوسية كأهم الديانات هناك و هي نسبة إلى كونفوشيوس الذي يعد أول فيلسوف صيني ينجح في إقامة مذهب ديني يضم كل الأفكار الصينية عن السلوكيات و الأخلاق و تقوم فلسفته على القيم الأخلاقية على أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقا لمثل أخلاقي أعلى و ينظر الكاتب لطفي وحيد إلى الديانة الكونفوشيوسية ليس باعتبارها ديانة بحق لأنها لم تتحدث عن الله أو السماوات أنما تعاليمها تقوم على حب الناس و حسن معاملتهم و يرى الكونفوشيوس أن العصر الذهبي للإنسان قد ولى فكان يدعو الناس للحياة في الماضي مما قلب عليه الحاكم الذي لم تعجبه هذه الآراء ، و قد اشتدت المعارضة بعد وفاته فقام الملوك بحرق كتبه و تعاليمه و رغم ذلك ظلت الكونفوشيوسية تتحكم في الحياة الصينية قرابه عشرين قرنا من الزمان. و الديانة التاوية الصينية يرجع أساسها إلى كتاب صغير يسمى ( لاوتسو ) و معناه الطريق و قوته تم ترجمته إلى عدة لغات ، هذا الكتاب فيه غموض و يقبل كل التفسيرات و من مباديء هذه الديانة أن الإنسان لا يمكنه أن يصلح العالم لكنه يتوافق معه .و ديانة منشيوس الصينية تغلب على تعاليمها الدينية التفاؤل و المثالية و هي قريبة جدا من الكونفوشيوسية و تؤمن بأن الإنسان بداخله الخير و يحتاج لمن يأخذ بيده ليتقدم و وصف منشيوس مؤسس الديانة بأنه نبي الصين و فيلسوف الشعب استطاعت ديانته أن تستمر عشرين قرنا من الزمان .
و عن ديانات القارة الهندية فتعد الديانة البوذية أشهر الديانات حتى الآن و هي نسبة إلى بوذا الحكيم الهندي الشهير كان أمير و أبنا وحيدا لأب حاكم على شمال الهند تتلخص تعاليم البوذية في أن الحياة في اعماقها تعيسة و سبب هذه التعاسة أنانية الإنسان و شهوته و إن أنانية الإنسان و شهوته يمكن القضاء عليها عندما يصل الإنسان إلى حالة النيرفانا ( أي إنعدام كل شيء في أعماقه ) ، انتشرت البوذية انتشارا واسعا حتى بعد موت بوذا فوصلت إلى بورما و الملايو ثم افانستان و الصين و كوريا و اليابان ، و الديانة الهندوسية تلك التي يدين بها أغلبية الهنود حيث تجمع بين ثناياها الوثنية الساذجة و الاراء الفلسفية السامية و الزهد الصادق ، تندرج تحت الديانة الهندوسية عديد من الآلهة و يعتبر الهندوس أنفسهم هم السلالة المتبقية من الجنس الأري لذلك لابد من وجود النار المقدسة مع نشأة البيت و تظل مشتعلة و لا تستخدم هذه النار في أعمال البيت أو إعداد الطعام و هي تشعل بنوع خاص من الخشب و توقد بحك العصى ببعضها و لا تترك حتى تخمد و يتقدم لها رب الأسرة بالقرابين 3 مرات يوميا ، و من طقوس الموت عند الهندوس حرق جثة الميت و في اليوم الثالث من الحرق تلقى العظام في النهر و إذا كان الميت طفلا لا يحرق و لكن تلقى الجثة في النهر أو تدفن و لا يقدم لها قرابين ، و لا يخضع الزواج الهندوسي لإختيار الأفراد لكن لابد أن تكون الزوجين متساويين في المولد و الأصل و يقوم العريسان بتقديم حبات قمح للنار و هما متشابكين الأيدي و هناك ايضا في الهند ديانة تسمى بديانة السيخ و هي تتشابه مع الديانة الهندوسية
تعددت الآلهة أولا ثم تعددت الديانات
ديانة أخناتون من أهم مراحل الديانات القديمة على الإطلاق
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
كان الإنسان في مراحل حياته الأولى على الأرض يشعر بالخوف من كل شيء خاصة إن كان هذا الشيء ضخما كالجبال الشاهقة و الأشجار الضخمة كما كان يخشى الأماكن المجهولة كالكهوف و المغارات ، فاستغل الكهان قدرتهم على الإقناع و غفلة الإنسان في ذلك الوقت فأوزعوا في قلوبهم الخوف و اقنعوهم بقدرتهم على اخضاع الطبيعة بالطقوس السحرية ، رغم أن الإنسان وقتها اقتنع بهم و اطمئن إليهم إلا أنه ظل يشعر بأن قوى الطبيعة تحركها قوة أبعد كثيرا من قدرات هؤلاء الكهنة و السحرة فأخذ يتملق الطبيعة و يتقرب إليها بالصلوات و الذبائح لينال رضاها ، في نفس الوقت كان يعتقد أن الطبيعة تملكها و تسيطر عليها كائنات روحية وأنها مشحونة بقوة روحية تؤثر على مصير البشر ، و هذه الأنفس والأرواح تحب المهادنة و الإخلاص حتى لا تغضب عليهم من هنا ظهر تقديس الأحجار و الأشجار ، و مازالت بعض المناطق الجبلية من أوربا حيث يقوم الحطابون ببعص الصلوات قبل القيام بقطع الأشجار و نجد ذلك في الأحتفالات التي يقيمها الغرب لشجرة عيد الميلاد ، و من غرائب العبادات و الطقوس الدينية التي تقدس الطبيعة كان نساء اليهود العواقر يقومون بتزويج أنفسهن إلى الأشجار حتى ينجبن ، هكذا بدأت الأديان على وجه الأرض ثم بدأ الإنسان في التساؤل عن كنية الأب الأول الذي أنشأهم أول مرة و قد أعيتهم الحيل للوصول إلى إجابة عن طريق السحرة ، مما جعلهم يتطلعون إلى السماء حيث يوجد العلي ذلك القوي الخفية الذي لا يرى و هكذا بدأت فكرة الوحدانية في الأديان تدخل حياة البشر .
فما هي الديانات التي اعتنقت على مر العصور ؟ و كيف تطورت و تعددت ؟ و كيف ارتبطت الأديان بطبيعة البلاد فنجد مثلا أن الأديان التي اعتنقت في مصر القديمة تختلف عن أديان الصين و عن أديان الهند أو كوريا ، هذه الأسئلة أجاب عنها الكاتب لطفي وحيد في كتابه أشهرالديانات القديمة .
تعرض الكاتب لتعدد الديانات تعددت بالتالي تعدد الألهة و لعل مصر القديمة تضرب لنا أبسط الأمثلة على تطور الأديان من عبادة الروح إلى عبادة الألهة المتعددة و السلوكيات الحاكمة المنبثقة من هذه الأديان ، بدأت الآلهة المعبودة على شكل حيوانات لكل قبيلة إلهها الخاص بها ، ففي بلاد ( تنيس و أبيدوس ) كانت تعبد ( آوي ) ، مدينة ( الفيوم ) كانت تعبد ( التمساح ) ، مدينة طيبة كانت تعبد ( آمون ) في شكل كبش ، و مدينة ( منف ) كانت تعبد ( اللبؤة ) و عجل ( أبيس ) الشهير ، لم تكن تلك الحيوانات تعبد لذاتها بل كانت تعبد لخواصها التي كانت في بعض الأحيان فائقة للبشر فاعتقدوا أنها خواص إلهية و من أشهر الديانات الآخرى و الألهة التي كانت تعبد في مصر القديمة الإله (رع ) إله الشمس و مصدر النور و واهب الدفء كانت مدينة هليوبوليس مركزا ثابتا لعباته و تحكي الأساطير أن الإله رع استطاع الإتحاد مع الهة الشمس الآخرى فكان الإله ( حورس ) ،الإله ( آمون ) و معناه الإله المستتر و كانت طيبة مركزا لعبادته ، و استطاع فيما بعد الإتحاد مع الإله رع و أصبح يعرف بالإله ( آمون رع ) ، الإله ( أوزوريس ) إله المحبة و التعاون و السلام و الخير ،الإله ( إيزيس ) زوجة الإله ( أوزوريس ) كانت تعاون زوجها في رسالته على الأرض و استطاعت أن تجمع أشلاء زوجها بعد موته و إعادته للحياة كما تحكيها أشهر الأساطير القديمة ، الإله ( ست ) إله الخبث و الحقد و الشر و هو عدو البشر جميعا الإله ( تحوت ) هو إله الحكمة و حارس القانون و هو الذي صنع الحروف و علم القرآة و الكتابة للبشر ،الإله ( بتاح ) الذي عبده أهل ممفيس هذا الإله غارق في القدم ليس معروف بدايته و كان ملفوفا من قمة رأسه حتى أخمص قدمية كأنه مومياء ،الإله ( مات ) هو إله الحق الذي رسمت صورته على نقوش المعابد . كان القدماء المصريون يؤمنون إيمانا راسخا بالحياة الآخرى بعد الممات من هنا جاءت العناية بأجساد موتاهم بتحنيطها و يلبسونها أحسن الثياب و الذهب و مثلوا على جدران المعابد محاسبة الإنسان في الحياة الآخرة قبل أن يصل لمستقره منها توصلوا إلى ذلك من خلال الوازع الديني الذي فطرهم الله عليه الإله أخناتون هو الإله المصري الشاب الفرعوني الذي عرف الله و وحدانيته ، و هو من أهم مراحل الديانات القديمة على الإطلاق إذا هو كان بدايات الإعتراف الصحيح بوحدانية الله و رب الخلائق جميعا ، و قد أمر الملك الشاب ( اخناتون أن تمحى أسماء و أشكال الألهة الآخرى حتى أوزوريس الإله الأعظم عند قدماء المصريين وقتئذ من سجلات الدولة و أنشأ مدن جديدة لتكون مراكز لعبادة الإله الواحد لكن الديانة الجديدة التي اتى بها اخناتو لم يقدر لها البقاء بعد وفاته و خاصة أن تولى العرش بعده زوج ابنته ( توت عنخ آمون ) الذي استسلم صاغرا لكهنة آمون .
أما الديانات القديمة التي اعتنقتها بلاد فارس فكانت أولا : الديانة الزرادشتية :عاش هذا الدين في بلاد فارس ( ايران ) قرابة 25 قرنا من الزمان و لا يزال لها اتباع حتى الآن ، و هي نسبة إلى الحكيم الإيراني ( زرادشت ) المولود عام 628 قبل الميلاد في منطقة شمال ايران في تلك البلاد زحف عليها فريق من الأريين كانت تتعدد ألهتهم لما ظهر زرادشت أراد إدخال إصلاح على هذه الألهة فأقتنع بأنه رسول الإله الواحد ( أهورامازدا ) فنبذ كل الإله التي آمن بها الآريون و أبطل أساطيرهم ، قد بدأ زرادشت الدعوة لديانته الجديدة و هو شاب و لما بلغ الأربعين لقي معارضة هائلة و لكنه أفلح في كسب ثقة الملك و جعله واحد من أشد المؤيدين له ، تقوم الديانة الزرادشتية على مبدأ وحدانية الله و لا يوجد إلا رب واحد و هو (أهورامازدا ) ، و يؤمن زرادشت ايضا بالروح الشريرة و يسميها ( انجرمانيو ) و يؤمن زرادشت أن الخير و الحكمة لا ينتصران إلا بعد الموت و تؤمن الزرادشتية بالخير و ضرورة اتباعه و ترفض الزهد و لها بعض الطقوس مثل تقديس النار و الصلاة حولها و من أهم تقاليدهم التخلص من الميت بوضعه في مكان مرتفع لتأكله الطيور الجارحة التي تجرد الجسم من اللحم في ساعات محدودة ،في عهد الساسانيين في الفترة من 226 إلى 561 ميلادية أصبحت الديانة الزرادشتية هي الديانة الرسمية في البلاد و بعد الفتح العربي تحول الكثيرين تدريجيا إلى الإسلام و قد هرب الزرادشتيون في القرن العشرين إلى هرمز في الخليج الفارسي و منها اتجهوا إلى الهند حيث أقاموا لهم هناك مستعمرة صغيرة يطلق على سكانها أسم ( البارسيون ) تحريف لكلمة الفارسيون و مازالوا يعيشون هناك حتى الآن .
ثانيا : الديانة المانيشية : أسسها الحكيم ماني في الشرق الأوسط و انتشرت غربا حتى المحيط الأطلسي و هذا الدين لم يعد له وجود الآن إلا أنه ظل منتشرا لأكثر من ألف عام ، هو عبارة عن خليط من الديانات البوذية و الزرادشتية و المسيحية ، كانت تؤمن الديانة المانيشية أن الخير و الشر توأمان ولدا معا ليتصارعا معا و إلى الأبد ، و حرمت المانيشية أكل اللحوم و شرب النبيذ و العلاقات بين الرجل و المرأة و نظرا لصعوبة هذه التعليمات لم يكن يتبعها إلا فئة قليلة لهم الجنة و الآخرون قد يدخلون الجنة لكن بعد عناء طويل ، و قد ولد ماني في العراق عام 216 ميلادية من أصل فارسي ينحدر من الأسرة المالكة المسيحية ثم رحل ماني إلى الهند ليدعو إلى دينه الجديد و هناك حالفه الحظ و آمن به أحد الملوك الهنود ، ظل ماني يدعو لدينه الجديد حوالي 30 عاما و ارسل مبعوثين كثيرين لعديد من الدول للدعوة لديانتة الجديدة مما أثار عليه كهنة الديانة الزرادشتية الديانة الرسمية في البلاد وقتئذ ، قد ألف ماني كتبه الدينية بالغة الفارسية ثم بالسيريالية لكن تلاشت كتبة بتلاشي الديانة و قد عثر مؤخرا على بعضها بواسطة بعض الأثريين، نجحت الديانة المانيشية في الإنتشار غربا حتى أسبانيا و شرقا حتى الصين ، و قد بلغت الديانة المانيشية ذروتها في القرن الرابع و نافست الديانة المسيحية لدرجة أن القديس ( أوغسطيس ) ظل مؤمنا بها لمدة تسعة أعوام و عندما أصبحت الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للأمبراطورية الرومانية تلقت ديانة ماني ضربات عنيفة و طرد المؤمنون بها و عذبوا تعذيبا شديدا.
و في مملكة بابل القديمة عبد الإله ماردوخ ، بطل النزاع بين آلهة الفوضى و خالق العالم و الإنسان كما تروي اساطير الكهنة البابليين ، و الآلهة عشتار ، آلهة الخصب و الخصوبة للأمهات و الزروع و النباتات ، انتشرت عبادة الآلهة عشتار إلى القرب من فلسطين و مصر لدرجة أن أتباع زرادشت لم يقووا على مقاومتها و انتشرت لدى البابليين وقتها أسطورة الطوفان تقول الأسطورة أن الآلهة استشاطت غضبا من الإنسان نتيجة شره و قسوته فقررت أن تعاقبه بإغراقه بالطوفان على أن الآلهة قالت هذا السر لرجل واحد فأبتنى لنفسه فلكا و أدخل به أسرته و أهل بيته و مواشي الحقل و الوحوش و عدد من الصناع المهرة و كما يرى الكاتب أن هذه الأسطورة تحكي نفس حكاية الفلك المشحون الذي صنعه سيدنا نوح عليه السلام منذ عدة آلاف من السنين .
و في الأمبراطورية اليونانية ، تعددت الآلهة اليونانية تماما كما رسمها الشاعر الأغريقي هوميروس في ملحمته ( الألياذة و الأوديسا )
أما في الأمبراطورية الرومانية ، لم تعرف الديانات الرومانية أي اساطير عن الآلهة و لا من أين جاءت ، كان للرومان قديما أعياد و احتفالات عديدة وصلت لعدد 104 عيد ، و بلغ عدد الآلهة 36 آلها ، أشهرهم الآله (جوبيتر) : هو نفسه الإله (زيوس) عند الاغريق و غير معروف أصله التاريخي ، كانت أيام اكتمال البدر مقدسة له ، هو الذي قدر مصائر الناس و قدم لهم إيماءات من نور للدلالة على أحداث المستقبل بعلامات في السماء و طيران الطيور ، و قد صنع له الرمان هيكلا فوق الكابيتول كما جعلوه في العصور المتأخرة حارسا لروما فكان له نصيب من الأمجاد الأمبراطورية التي إعتزت بها المدينة ، و كان الولاة و حكام المدينة يتعبدون له قبل قيامهم بمباشرة وظائفهم ، ثم الإله (مارس) إله الحرب عند الرومان ، شيد له الرومان مذبحا وسط المدينة برموزه المقدسة الرمح و الترس و بجواره حيوانه المقدس الذئب و بعض صغار الآلهة من خدمه و عبيده ، و الإله ( يانوس ) حارس البوبات الذي يطلب لفتح الرزق أو الأعمال لأن كل عمل له بدايات و بدايته الساعات الأولى من اليوم أو اليوم الأول من الشهر أو الشهر الأول من السنة ؛ لذا سمي السهر الأول يناير على أسمة .
و الديانات القديمة في الشرق الأقصى قسمها المؤلف إلى ديانات اليابان و ديانات كوريا، فقد زخرت اليابان قديما بعدد هائل من الآلهة ذكورا و أناثا بلغ عدة آلاف نظرا لأن اليابانيين كانوا يرون إلها لكل قوة و في كل شيء مادي حتى سميت بلادهم ( أرض الآلهة ) لكن كانت آلهة الشمس لها الصدارة منهم فأقيمت عبادتها في أروع المعابد و الهياكل و ربما يرجع التعدد ايضا في الالهة إلى أن أصل اليابانيين متنوع فكانوا مجموعات مختلفة من الكوريين و المنغوليين و بعضهم كانوا من سكان جزر الملايو و قد قدم الأسلاف من جزر الباسفيك الجنوبية فطردوا السكان الأصليين شمالا و استوطنوا البلاد و كانوا يعيشون في قبائل لكل قبيلة عاداتها و عبادتها الخاصة . و ديانة الشنتو أشهر الديانات اليابانية كلمة شنتو معناها طريق الألهة ، و كانت الديانة تشمل معاني الوطنية المتطرفة و الولاء المطلق للأمبراطورية ، و الشنوتية لا تنسب إلى مؤسس معين ، كانت في مراحلها الأولى نوعا من عبادة الأرواح من أهم تعاليمها عبادة الطبيعة و خصوصا قوى الطبيعة المنتجة و أن الدنس مصيبة و الرجس خطية و الطهارة الجسدية قداسة و كل شيء يقدس الجسد أو الملبس مستقبح و ممجوج ، ثم جاءت ديانة الميكادو في المرتبة الثانية للأهمية و هي نسبة إلى يماتو زعيم القبيلة و هو مركز دينهم و عبادتهم كانوا يطلبون التضحية في حب و ايثار في سبيل الأمبراطورية ابن الشمس الآلهة و كانت عبادة الأمبراطور من العناصر البارزة في دين اليابان .
و في كوريا رغم أنه يوجد أديان عديدة فيها الآن إلا أن الديانة البوذية ارسخ الديانات ثبوتا فيها رغم أنها أصلا ديانة هندية، قد تعدى المؤمنين بها أكثر من عشرة ملايين فرد ثم تأتي الديانة الكنفوشيوسية التي بلغ عدد معتنقيها أكثر من 6 ملايين فرد لهم أكثر من 230 معبد و بعد ذلك دخلت الديانة الكاثوليكية كوريا لأول مرة 1783 ميلادية في عهد أسرة بي و انتشرت المسيحية الكاثولوكية و بلغ عدد المؤمنين بها عشرة ألاف فرد عام 1930 و بلغ عدد القساوسة الكوريين حاليا 927 قسا و توجد اكثر من 68 كنيسة ، و مؤخرا دخل الدين الإسلامي إلى كوريا ، من أشهر ديانات كوريا القديمة الديانة الشامانية :التي نشأت فكرتها لتقديس الطبيعة فهي ديانة عبادة الطبيعة أو الديانة التقليدية الفلكورية الكورية و غير معروف أصل الديانة و لا مؤسسها ، موطنها الأصلي منطقة جنوب سيبريا و وسط آسيا و قد تأثرت بالفكر البوذي ، لا يوجد مكان مخصص لأداء طقوس الديانة الشامانية و تتلخص طبيعة الطقوس الشامانية في تحضير الأرواح و سؤال روح الميت عما يفعله في العالم الآخر ، و ديانة : شوندوجيو من أكثر الديانات ذات النفوذ في كوريا أسسها في منتصف القرن التاسع عشر ( شوشي بو ) الذي ولد عام 1824 ميلادية و مات عام 1864 ميلادية ، قامت بهدف الجمع بين أفضل العناصر في الأديان الشرقية و الغربية و نادى (شي بو) بإيجاد صلة روحية خالصه بين الإنسان و خالقه ، يتبع ديانة شوندوجيو في كوريا 800 ألف و لهم أكثر من 125 معبد و مازالت هذه الديانة متبعة حتى الآن .
و عن ديانات الصين تأتي الكونفوشيوسية كأهم الديانات هناك و هي نسبة إلى كونفوشيوس الذي يعد أول فيلسوف صيني ينجح في إقامة مذهب ديني يضم كل الأفكار الصينية عن السلوكيات و الأخلاق و تقوم فلسفته على القيم الأخلاقية على أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب تطبيقا لمثل أخلاقي أعلى و ينظر الكاتب لطفي وحيد إلى الديانة الكونفوشيوسية ليس باعتبارها ديانة بحق لأنها لم تتحدث عن الله أو السماوات أنما تعاليمها تقوم على حب الناس و حسن معاملتهم و يرى الكونفوشيوس أن العصر الذهبي للإنسان قد ولى فكان يدعو الناس للحياة في الماضي مما قلب عليه الحاكم الذي لم تعجبه هذه الآراء ، و قد اشتدت المعارضة بعد وفاته فقام الملوك بحرق كتبه و تعاليمه و رغم ذلك ظلت الكونفوشيوسية تتحكم في الحياة الصينية قرابه عشرين قرنا من الزمان. و الديانة التاوية الصينية يرجع أساسها إلى كتاب صغير يسمى ( لاوتسو ) و معناه الطريق و قوته تم ترجمته إلى عدة لغات ، هذا الكتاب فيه غموض و يقبل كل التفسيرات و من مباديء هذه الديانة أن الإنسان لا يمكنه أن يصلح العالم لكنه يتوافق معه .و ديانة منشيوس الصينية تغلب على تعاليمها الدينية التفاؤل و المثالية و هي قريبة جدا من الكونفوشيوسية و تؤمن بأن الإنسان بداخله الخير و يحتاج لمن يأخذ بيده ليتقدم و وصف منشيوس مؤسس الديانة بأنه نبي الصين و فيلسوف الشعب استطاعت ديانته أن تستمر عشرين قرنا من الزمان .
و عن ديانات القارة الهندية فتعد الديانة البوذية أشهر الديانات حتى الآن و هي نسبة إلى بوذا الحكيم الهندي الشهير كان أمير و أبنا وحيدا لأب حاكم على شمال الهند تتلخص تعاليم البوذية في أن الحياة في اعماقها تعيسة و سبب هذه التعاسة أنانية الإنسان و شهوته و إن أنانية الإنسان و شهوته يمكن القضاء عليها عندما يصل الإنسان إلى حالة النيرفانا ( أي إنعدام كل شيء في أعماقه ) ، انتشرت البوذية انتشارا واسعا حتى بعد موت بوذا فوصلت إلى بورما و الملايو ثم افانستان و الصين و كوريا و اليابان ، و الديانة الهندوسية تلك التي يدين بها أغلبية الهنود حيث تجمع بين ثناياها الوثنية الساذجة و الاراء الفلسفية السامية و الزهد الصادق ، تندرج تحت الديانة الهندوسية عديد من الآلهة و يعتبر الهندوس أنفسهم هم السلالة المتبقية من الجنس الأري لذلك لابد من وجود النار المقدسة مع نشأة البيت و تظل مشتعلة و لا تستخدم هذه النار في أعمال البيت أو إعداد الطعام و هي تشعل بنوع خاص من الخشب و توقد بحك العصى ببعضها و لا تترك حتى تخمد و يتقدم لها رب الأسرة بالقرابين 3 مرات يوميا ، و من طقوس الموت عند الهندوس حرق جثة الميت و في اليوم الثالث من الحرق تلقى العظام في النهر و إذا كان الميت طفلا لا يحرق و لكن تلقى الجثة في النهر أو تدفن و لا يقدم لها قرابين ، و لا يخضع الزواج الهندوسي لإختيار الأفراد لكن لابد أن تكون الزوجين متساويين في المولد و الأصل و يقوم العريسان بتقديم حبات قمح للنار و هما متشابكين الأيدي و هناك ايضا في الهند ديانة تسمى بديانة السيخ و هي تتشابه مع الديانة الهندوسية
2 comments:
شكرا يا استاذن رندا
كنت أبحث عن آلهة الديانات القديمة
كتبتها في قوقل
واذا بي ترسى بي سفينة البحث في ميناء مدونتك
مدونة لطيفة وجميلة
الله يعطيك العافية
تمنياتي لك بالتوفيق والسعادة
في مدونتك وحياتك أيضا
اخوك ..
نواف المطيري
الكويت
العفو أستاذ نواف
تمنياتي لك بالتوفيق في بحثك
سعيدة أني كنت مفيدة لك
@@@@@@@@@
وكل الشكر لكلماتك
Post a Comment