Monday, May 26, 2008

الأجيال القادمة نتجة الترقيع

عندما يكون عندك قميصا (أكل عليه الدهر وشرب)، بهت لونه.. أوشك نسيجه على التحلل.. وأنت مصر على ترقيع أي قطع فيه، ماذا سيحدث للقميص القديم بالترقيع إلا أنه سيزداد تشوها، والحل الوحيد عنئذ هو تغيير القميص نهائيا.
هذا بالضبط مايحدث في نظام التعليم المصري، النظام قديم والمناهج بالية و و و ومازالت الوزارات المتعاقبة بلا ملل أو حتى رؤية مستقبلية، ترقع في النظام؛ تلغي سنة سادسة ثم تعيدها، تجعل الثانوية العامة سنتين ثم تجعلها سنة واحدة، تأمم التعليم ثم تخصصه، وتزيد ميزانية التعليم ثم تقلل منها و.....
الحمد لله قد واصلت تعليمي على خير، رغم كل المساويء التي عانيت منها من نظام فاشل، إلا أني اشعر بنعمة كبيرة قد تحرم منها الأجيال القادمة، فمثلا عند دخول المدرسة أي مدرسة هي الأفضل، هل مدارس التعليم الميري.. لن أقبلها لأولادي؛ فهي بلا تعليم ولا تربية، المدارس المصرية الخاصة؛ لا تقل سوءا عن المدارس الحكومية، المدارس الخاصة الأجنبية؛ أسعارها تتجاوز الخيال أحيانا، فضلا عن أن النظام الأجنبي سيجعل التلاميذ يعيشون في واد ويتعلمون في واد آخر.
وعندما ندخل على مرحلة التعليم الجامعي، وفي ظل مجاميع هائلة في الثانوية العامة تتعدى ال100%، لن يتمكن سوى القلة القليلة من الالتحاق بالجامعات الحكومية الوطنية، وسيتجة الجميع إلى التعليم الخاص، والجامعات الخاصة لا تعلم أحدا، صحيح الجامعات الوطنية صارت لا تعلم أحدا هي الآخرى؛ لكنها أقل في المصاريف وأفضل في التعليم، قال لي أستاذ كبير في جامعة 6اكتوبر: "على الطالب أن يدخل فقط الأمتحان ويكتب أي حاجة في الورقة هنجحه"، وقالت لي طالبة في جامعة مصر: "المعيد اللي بناخد عنده درس بيجيب لنا الأسئلة وبيظبطنا في الكنترول..."

2 comments:

Neveen Ali said...

صدقت يا راندا و الله فالحال اصبح يرثى له بشهادة الجميع
فالمدارس خالية من الطلاب بشكل رسمى دون اى التزام او عقاب و الاعتماد على الدروس الخصوصية اصبح الخيار الوحيد لا لان يتعلموا و لكن ليجتازوا الامتحانات فقط
اتذكر اثناء دراستى الثانوية ان الدروس كانت قليلة جدا و فى مادتين على الاكثر و كان المدرس ملتزم بالشرح و كأن قضية حياته ان نستوعب ما يقول
الان الحال اختلف
المدرس اصبح لا يسعى فقط لزيادة دخله بالدروس و لكن لزيادة رصيده فى البنك و الحال لا يقل سوا بالنسبة للطلاب و اولياء الامور الذى احملهم جزء كبير من المشكلة التعليمية
عمرك سمعت يا غاليتى عن طفل فى الصف الاول الابتدائي تسعى امه لاخذ دروس فى جميع المواد
هذا اصبح امر طبيعى و لا تتعجبين ان اخذوا دروس فى سنوات رياض الاطفال

كلمة و قيلت حكمة فى احد البرامج التلفزيونية
المدارس بعد ان تركتها الادارة الاجنبية اصبحت لا تصلح لما يسمونه تعليم

ربنا يصلح الحال بجد
عمرنا ما حنتقدم خطوة طول ما حال التعليم كالقميص المرقع كما وصفت

خالص احترامى

راندا رأفت said...

بجد سعيدة بوجودك يامنة

شكرا لك

وعندك حق في كل اللي قلتيه

تحياتي