Friday, October 09, 2009

نساء المدونات اتحدن في (ليلى)



كثيرة هي المشكلات والأحزان التي تواجه حواء، سواء في البيت أو في الشارع أو في العمل، كثيرة ضغوط الحياة، تعاني منها الصغيرة والكبيرة في أي مكان وزمان، وهذا ما لمسته مدونة (كلنا ليلى) kolenalaila.com، فصارت مركزا للفضفضة عن الهموم والمشكلات التي تعانيها حواء العربية.
(كلنا ليلى) هي مبادره ليوم من أجل المرأه المضطهدة في المنطقة العربية، يقوم في هذا اليوم كاتبات المدونات بنشر تدوينات تحت راية يوم (كلنا ليلى) لطرح ومناقشة المشكلات التي تواجهها المرأة في المجتمعات العربية، واتخذت شعارها (يوم للمرأة على المدونات العربية.. والباب مفتوح).
قامت مبادرة (كلنا ليلى) عن طريق مجموعة من كاتبات المدونات المصريات على رأسهم مدونة لست أدري، بنت مصرية، شيماء، أرابيسك، أبيتاف وأخريات. وبالرغم من أن بداية كلنا ليلى كانت من مجموعة من المدونات المصرية فإن القائمين على الإعداد ليوم كلنا ليلى يؤكدون أن يوم ليلى موجه للمرأة العربية عموما وليست المصرية فقط.
وتقول المدونة الأساسية للمبادرة: "بدأت فكرة “كلنا ليلى” بليلى/ واحدة منا تشكو وتبوح ل/ليلى أخرى ليزيد العدد لثلاثة فخمسة فأكثر من خمسين فتاة وسيدة، لنكتشف أنه على اختلاف خلفياتنا وأفكارنا وأولوياتنا كلنا في النهاية ليلى.
و ليلى هي بطلة رواية بعنوان ” الباب المفتوح” للروائية لطيفة الزيات وقد تحولت تلك الرواية إلى عمل سينمائي يحمل نفس الاسم - قامت ببطولته فاتن حمامة. ليلى هي نموذج للفتاة المصرية التي تتعرض لمواقف حياتية مختلفة في مجتمع يعلى من شأن الرجل ويقلل من شأن المرأة، ولا يهتم لأحلامها أو أفكارها أو ما تريد أن تصنع في حياتها.
ومع ذلك فقد استطاعت ليلى التي تعرضت منذ طفولتها لأشكال مختلفة من التمييز أن تحتفظ بفكرتها الأصيلة عن نفسها وتظل مؤمنة بدورها كإمراة لا تقل أهمية بأي حال من الأحوال عن الرجل سواء في البيت أو في العمل أو في الدراسة أو في العمل العام.
كانت ليلى هي اختيارنا لأنها قصة مصرية، تحمل في طياتها الكثير من الروح التي تعيش بداخلنا وتتعرض لنفس الضغوطات التي تولدت في مجتمعنا المصري بكل تقاليده وأرائه عن المرأة عبر الأزمان، ولا ينفي هذا مشاركة مدونات من بلاد عربية معنا في هذا اليوم فالثقافة التي تظلم ليلى موجودة هناك أيضا.
هدفنا من هذا اليوم إعطاء فرصة لكل ليلى لتتحدث بصوت مسموع وتسمع من أخريات مختلفات عنها وتعلم أنها ليست بمفردها في رفض ومواجهة الظلم الواقع عليها. هدفنا أن يكون لنا صوت يعبر عنا بعدما سأمنا من محاولات التحدث باسمنا. وهدفنا الأكبر هو أن نشارككم جزء مهم وجوهري من عوالمنا المختلفة، جزء مخبأ بعناية في أحايين كثيرة بداخل أختك أو زوجتك أو زميلتك في العمل…جزء قد تشارك في تكوينه بوعي أو بدون وعي أحيانا".
كان اليوم الأول لليلى في التاسع من سبتمبر بعام 2006. شارك في اليوم الأول العديد من المدونات المصريه والعربيه وقوبل بترحاب في أوساط المدونات المصريه وتم جمع ردود الفعل لليوم الأول بالمدونة الأم.
وبعد مرور العام الأول لليلى بدأ الإعداد لليوم الثاني، وكان أحد الأهداف الرئيسية لليوم الثاني لليلى، هو إشراك الطرف الآخر في الحوار فكان من المقترح إشراك الرجال وطرح وجهة نظرهم في المشاكل المتعلقة بالمرأه. تم اقتراح مجموعة من الأسئلة التي يمكن سؤالها للمشاركين والنقاش حولها في العديد من المواضع من ضمنها ليلى والمجتمع، ليلى ومكانها من الرجل، ليلى والإعلام، ليلى وخطوات التغيير.
أما اليوم الثالث فقد تم تأجيله من التاريخ المعتاد وهو التاسع من سبتمبر إلى التاسع عشر من من أكتوبر، وذلك بسبب تزامن شهر رمضان مع هذا اليوم،
وجاء في بيان اليوم الثالث ليوم (كلنا ليلى): " فقد قررنا توسيع نطاق المشاركة ليشمل الفئات التي لا تستخدم الإنترنت مع المحافظة على خط اليوم الأول. الفكرة هي تجميع شهادات صوتية لنساء أكبر سنا –الجدات مثلا- وللنساء اللاتي لا يستخدمن الإنترنت لأسباب اجتماعية أو اقتصادية، فالشهادات الحية أصدق في التعبير عن المشاعر كما أنها وسيلة للتأريخ الصوتي لتجارب الجدات والأمهات. في نفس الوقت سيظل خط ليلى الأصلي موجودا - أي فرصة البوح والحديث عن ليلى بشكل شخصي شفهيا أو كتابة.
كذلك يتميز يوم ليلى الثالث بمشاركة كبيرة من الرجال المقتنعين بوجود مشاكل خاصة بالنساء في المجتمع المصري. فيوم ليلى ليس ضد الرجل، لكنه ضد الثقافة الذكورية التي تعلي من شأن الذكر في المجتمع لمجرد كونه ذكرا. وهذه الثقافة تغذيها النساء كما يغذيها الرجال ويتم إعادة إنتاجها بشكل مستمر في الخطابات الدينية والثقافية المختلفة بدعوى الحفاظ على الأخلاق والقيم المجتمعية دون التوقف لحظة لمراجعة هذه الأفكار التي تكرس لأوضاع ظالمة في المجتمع ولا تعامل الأنثى كإنسان مكتمل له الحق في حرية التفكير والحركة بل والخطأ كذلك، فالخطأ صفة بشرية وهو طريق للتعلم إذا لم تتم إحاطته بالتشنيع والإرهاب. كما لا تلتفت هذه الأفكار للمتغيرات الحديثة في المجتمع والعالم والتي يجب التعامل معها بطرق تفكير متجددة بدلا من التمسك بشكل قديم للحياة لن تتوقف الحياة عنده.
يوم ليلى هو يوم لإعادة النظر في القيم والأفكار السائدة المتعلقة بالأنثى التي يمارسها المجتمع يوميا دون اعتبار لتأثيرها على النساء أنفسهن. والدعوة هنا ليست للترويج لثقافة أو قيم بعينها، ولكنها دعوة لنقد ومراجعة سلوكاتنا اليومية برغبة حقيقية في تغييرها وتنقيتها من رواسب قهر نمارسه دائما على الطرف الأضعف في المجتمع بدلا من مواجهة أسبابه الحقيقية. لذا فالمشاركة متاحة ومفتوحة للجميع من مصر ومن الدول العربية نساء ورجال مدونين أو مواطنين يتم نقل أصواتهم للإنترنت. وللجميع مطلق الحرية في إبداء الرأي بالشكل الذي يريده مادام مؤمنا به ومسئولا بشكل شخصي عن الدفاع عنه أمام وجهات النظر المضادة ومستعدا كذلك لتغيير هذا الرأي إن اقتنع بأوجه القصور فيه.
وقبل كل شيء فإن اشتراك عدد كبير من الفتيات والسيدات في يوم واحد للبوح بالمشاعر والمشاكل والأسرار يزيل غربة التجربة الفردية وغرابة التحرك الفردي ويشعر أي “ليلى” أنها ليست بمفردها في الإحساس بالظلم أو بغياب العدل عن المجتمع فيما يخص المرأة ولا في رغبتها في ….فكلنا في النهاية بشكل ما ليلى".

وحددت المبادرة أبضا موقفها من الرجال: "(كلنا ليلى) ليس تكتل أو حملة إقصائية، عندما فكرنا في المبادرة فكرنا فيها على أنها يوم خاص بليلى، وإذا أجيز إطلاق اسم “حملة” عليها فهي ليست ضد الرجل أبدا، ولكن ضد ثقافة وموروث اجتماعي نعاني منه جميعا نساء ورجال. وبالتالي هي ليست إقصائية للرجل، بالعكس توقعنا – وكان توقعنا في محله- مشاركة أصوات رجالية معنا، سواء مساندة مثل: إخناتون الثاني ومختار العزيزي وغيرعم أو ناقدة نقدا بناء كطارق ويحيى مجاهد وأبو يوسف. أما اعتمادنا السرية وإصرارنا على بداية اليوم بأصوات نسائية فقط فسببه حرصنا على أن تتكلم النساء ويعرضن جانبهن من القصة في البداية قبل الدخول في حوار حولها. كذلك كان حرصنا أن يتم عرض المشاكل بأكثر من صوت لأن المحاولات الفردية السابقة قوبلت دائما بتبرير يقول أنها حالات فردية ولا تعبر عن عدد أكبر وأعتقد أننا نجحنا في عرض وجهات نظر متباينة من نماذج مختلفة في السن والخلفية الثقافية والحالة الاجتماعية، بل وحتى أسلوب العرض جاء مختلفا من مدونة لأخرى".

5 comments:

Lasto adri *Blue* said...

شكرا يا رندا!
:)

راندا رأفت said...

العفو يا ايمان
شكر لك انت

محمد حمدي said...

رندا انا محمد حمدى الىى كنتو اتكلمتو عن حملته هعيد وافرفش بدون تحرش فى العدد للى فات من الجورنال فى موضوع للزميله امل صالح

بجد حابب اشكرك على مجهودك فى عمل الصفحه دى وهو مجهود ميقدروش الا اللى بيشتغل فى التدوين والصحافه زى العبد لله

اتمنى تزورى مدونتى
تحياتى

راندا رأفت said...

منور يا محمد حمدي
على فكرة انا زرت مدونتك كثير
انا اللي بشكرك على مجهودك فيها وفي المجموعة
تحياتي لك

نانا said...

بالفعل كلنا ليلى كل امراءة مصرية وعربية بتواجه مشكلات وصعوبات فى حياتها خصوصا لما بيبقى عندها طموح وناجحةوتعنت واضطهاد من المجتمع لأنها امراءة