Friday, July 02, 2010

(حبيبي أون لاين) تنقلك بواقعية إلى العالم الافتراضي



هو.. وهي.. اثنين.. محبطين.. حيرانين... تعبانيين... بيبصوا للمستقبل بكثير من الشك والخوف والارتياب، بيشوفوا بعض لأول مرة بالصدفة.. بس مش في الأتوبيس أو ع الشط أو في الديسكوتيك، لا ، أونلاين، حرف فكلمة فجملة فتعارف، اللقاء اللي كانوا فاكرينه ح يدوم دقايق أو ساعات اتحول شوية بشوية لعلاقة دوت كوم، هما مش لوحدهم . بيشاركهم حيرتهم ناس كتير من كل حته في الدنيا، .. ناس بيعيشوا في عصر اتعولمت فيه المشاعر والاحساسيس.. أصبحت جزء من إشارات ضوئية رقمية الكترونية هي دلوقتي اللي بتعبر عن نوع الحب الجديد الحب في زمن العولمة، زمن أصبح تبادل المشاعر والعواطف في فضاء النت ارحم بكثير من واقع بتحكمه قيم جديدة معولمة افقدت الناس الثقة في الحب الحقيقي والمشاعر الصادقة، يا ترى ح يقدروا يخرجوا من حيز الشاشات الضيقة اللي بتربطهم ببعض ويعيشوا الحب واقع وحقيقة ولا بتفضل العلاقة أصدق وأدفا وأطول أونلاين ؟....
هذه الكلمات تصدرت غلاف المجموعة القصصية الجديدة (حبيبي أون لاين) الصادرة عن دار أكتب للكاتب الصحفي (أحمد كفافي)، الرواية تقع في 356 صفحة، مكتوبة بأسلوب الحوار على الانترنت (الشات)، فمع صفحات المجموعة تشعر أنك بالفعل أمام شات حقيقي ليس تأليف وكأن الكاتب يوثق فعلا لعلاقة تمت عن طريق الشات قام بتتبعها ومراقبتها يوم بيوم، وبما يحمله الشات من أسلوب عامي لا يراعي أي قواعد إملائية أو نحوية.
الرواية تبدو للوهلة الأولى تعالج فقط مشكلة الكبت الجنسي الذي يفرضه المجتمع على الشباب مع تقدم وسائل الاتصال في عصر العولمة حيث كل شيء متاح ولا شيء متاح... وكيف أن إقامة علاقات الحب عبر الانترنت أسهل واصدق منها في أرض الواقع.
كما يقع الأبطال في مرحلة صراع نفسي بين واقعية العلاقة التي تمت عبر (التشات رووم): "يبقى هادي مرحلة وعدت على حياتك فعلا مرحلة نادرة الكترونية، سراب وحقيقة، واقع وخيال، لكنها برده مرحلة".
يلاحظ أن جميع الأحداث المروية بين البطلين انتهت نهايات سلمية لم تمس البطلين، مثل مشكلة مقتل جارة هادي التي انتهت باعتباره مجرد شاهد كان يتردد على زيارتها،
انتهت الرواية إلى لا شيء نهاية مفتوحة وظل كل من البطلين يبحث عن حبيب، ولم يصل لشيء: "انت حتفضل حبيبي يا هادي، حبيب أحبه ولا اشوفوش، اشتاق له وما ألقاهوش، أشوفه في خيالي وأوهامي وأحلامي بر أمان وما أفقدوش ، وعشان كده ح تفضل حبيبي على طول أجمل وأغلى حبيب..."
الرواية يتخللها كثير من قضايا العصر الذي نعيشة فكان الحوار الذي يتم بين أبطال الرواية (هادي وهادي) تطرق إلى كثير من القضايا التي عايشوها، وبالتالي يعيشها معظم شباب جيل الانترنت.
فمثلا قضية الغربة التي تعيشها هادية وهي بالفعل في بلاد الغربة ويعيشها هادي لكن في بلدة.
وتناولت الرواية أيضا قصة خيانة حبيبة هادي وانفصالها عن بحثا عن المال والسفر، وقصة نايل ونايلة الذين تحولا إلى متدينين ظاهريا بالنقاب واللحية من اجل عقد صفقات مجزية مع رجال أعمال عرب.
وبحكم غربة هادية تتعامل مع ناس من مختلف الجنسيات فلها خبرات مختلفة من ايران والعراق وفلسطين ولم ينس الكاتب الأوضاع السياسية في تلك البلدان فدار حوار بين البطلين حول الحصار في العراق.
اتخذ الكاتب أسلوب النفس الطويل في التعامل مع الحوار حيث نقل الحوار بتفاصيله حتى بالايميلات، والأحداث بتفاصيلها الكثيرة، وقد أعلن الكاتب في أحد حواراته أن كتابة الرواية استمرت ست سنوات.
ما يؤخذ على الرواية اختيار الاسماء مثل هادي وهادية ونايل ونايلة، وان كان الاولى يمكن ان ناخذ لها مبرر انهما شخصيات افتراضية قد يكون احدهما اسمى نفسه مثل الأخر للفت انتباهه، أما اسم نايل ونايلة وهم زوجين وليسا اخين فهذا الغريب ويشعرك انه محض افتكاسة من الكاتب ليس لها مبرر.
ثانيا هناك بعض رسائل الايميل أو الحوار على الشات التي تمت بين هادي وهادية طويل جدا مما لا يسمح به الجو العامل للشات أو الهدف من النت حيث الجميع يبحث عن السرعة ولا وقت للقرأة او للكتابة بهذه الاستفاضة، وبعض الرسائل استمرت إلى 10 صفحات،
والرواية مليئة بالتفاصيل الصغيرة والكثيرة فكل صفحة تتخللها أحداث جديدة في حين أن القاريء لو استغنى عن قراءة احد الصفحات لن تخل بجو العام للرواية.
الرواية بوجه عام تعبر عن واقع فرضه علينا عصر الإنترنت مهما حاولنا إيجاد تبريرات للهروب منه فهو حقيقة لا مفر منها، حيث كل شيء افتراضي حتى العلاقات بين الناس.






No comments: