منذ وقت بعيد وأنا انوي الكتابة عنه، لكن لا أعرف على وجه الدقة ماذا يمكن أن يقال عنه.. أهو عبقري.. مبدع... فلته من فلتات الأرض...
كل تلك الصفات وأكثر تنتابك وأنت تقرأ كتابه العبقري أو موسوعته الفذة (شخصية مصر)
يحكي بإبداع فذ عن مصر بتناقضاتها بطبيعة أرضها التي أثرت على طبيعة ابنائها وحكامها، وحتى طبيعة المتعاملين معها من البلدان المجاورة والبعيدة.
قرأت هذا الكتاب أكثر من 10 مرات، كلما قرأته أشعر أني لم أقرأة من قبل.
كل تلك الصفات وأكثر تنتابك وأنت تقرأ كتابه العبقري أو موسوعته الفذة (شخصية مصر)
يحكي بإبداع فذ عن مصر بتناقضاتها بطبيعة أرضها التي أثرت على طبيعة ابنائها وحكامها، وحتى طبيعة المتعاملين معها من البلدان المجاورة والبعيدة.
قرأت هذا الكتاب أكثر من 10 مرات، كلما قرأته أشعر أني لم أقرأة من قبل.
يقول جمال حمدان: "مصر أرض المتناقضات... فرعونية هي بالجد، لكنها عربية بالأب، إنها بجسمها البري قوة بر، لكن بسواحلها قوة بحر، وهي بجسمها النحيل تبدو مخلوقا أقل من قوي، لكن برسالتها التاريخية الطموح تحمل رأسا أكثر من ضخم...هي مركزا مشتركا لثلاث دوائر مختلفة بحيث صارت مجتمعا لعوالم شتى فهي قلب العالم العربي وواسطة العالم الإسلامي وحجر الزاوية في العالم الأفريقي...".
"ويقول أيضا: "لا نبالغ كثيرا إن قلنا إن تاريخ مصر ليس إلا تاريخ العاصمة أو يكاد.... وما المركزية العنيفة إلا ترجمة إدارية وعمرانية للطغيان السياسي والاقطاع الاجتماعي... وقد لاحظنا علاقة ارتباط مباشرة بين شكل هرم المدن في مصر وهرم الطبقات، فكلا الهرمين مفرط التفلطح له قاعدة واسعة ولكنها واطئة، وقمة ضيقة لكنها شامخة وبين الطرفين تختفي الطبقة الوسطى أو تكاد...."
" درس آخر هو أن مصر التي بدأت قوة بر أساسا بحكم الموضع، لم تلبث أن أصبحت قوة بحر بحكم الموقع... ولقد كان نداء البحر دائما أضعف من جاذبية القاعدة الزراعية الخصبة مما جعل المصريين تقليديا شعبا غير مهاجر ومرتبط عاطفيا ببيته وبيئته...".
" في مراحل الحضارة المبكرة وتخلف المواصلات، كان طبيعيا أن تنمي هذه العزلة الجغرافية الشعور بالذات في المصريين القدماء ربما إلى درجة الاستغراق الذاتي.... لكن هذه العزلة والشعور بالتفرد والانفصال في مصر القديمة لم تتحول قط إلى نظرية عنصرية أو إلى كراهية للأجانب، بل مجرد دخول الأجانب واستقرارهم كانوا يعدون مصريين، فالوعي الحاد نوعا بالذات في مصر كان إقليميا أكثر منه عنصريا، وجغرافيا قبل أن يكون جنسيا.."
ويمكن الحصول على أجزاء من الموسوعة من خلال الموقع الشهير
2 comments:
من أروع الكتب التي قرأتها كتاب ( شخصية مصر )
كان لجمال حمدن-رحمه الله- أسلوب أدبي شديد الاحكام وليس مجرد صياغة لمعلومات جافة لمجرد أنه يعرف أكثر مثلما يفعل البعض !
والعبقري في الأمر أن ما كتبه جمال حمدان كان رؤيته لمصر من خلال معرفته بالتاريخ ودرايته بجغرافيا الوطن..
وله تحليلات رائعة وغاية في الأهمية عن علاقة جغرافيا البلد بأهله
مقال رائع وأشكرك لاتاحة الفرصة لي للحديث عن هذا الكتاب القيم
شكرا لك يا مصطفي على تعليقك التري
تحياتي
Post a Comment