قصة ملك يزور مدينة
ما بين البداية الأولى و النهاية الكبرى ، بدايات ونهايات شتى ، و لأن النهاية اقتربت فالملك يحاول الإستعداد لبداية جديدة في حياته و حياة شعبه ، فأصدر العديد من القرارات التي تظهر في صالح الشعب ، عالج من عالج من المرضى ، أفتتح مصانع جديدة و متاحف و محاكم و كثير من المشروعات المؤجلة منذ سنوات لأسباب روتينية أو مادية لكنها زللت بإشارة ملكية من سبابته اليسرى ، كلل كل جهودة بزيارة للمدن الصغيرة ، أراد أن يصنع مفاجأة لأكثر من مليونين من شعبه قرر زيارة مدينتهم التي لم يزرها منذ أكثر من خمسة و عشرين عاما ، وصل القرار إلى أرجاء الوطن ، تداولته كل الأوساط في المدينة واستعدت له ، زينت الشوارع، طليت المباني ، لم ترحم الأشجار فأرتدت البياض ، أصبحت المدينة بيضاء تماما ، أستعدت الجهات الأمنية.. منع الموظفين من النزول إلى أعمالهم ذلك اليوم أو حتى فتح نوافذ بيوتهم ، امتلأت الشوارع برجال الأمن الشداد توقف المرور نهائيا منعت السيارات من طريقها ، خلا الجو للملك و حاشيته .
الآن استقل الملك عربته الفارهة المحصنة وسط حشد من العربات الفارهة ايضا ، سار السائق بسرعة هادئة حفاظا على صحة الملك ( الكهل) لا توقفهم اشارة مرور أو عربة مارة . وصل الملك إلى المدينة فعزف السلام الملكي ترحيبا و اصطف المسؤلين الكبار منحنين مهللين متمنين له الدوام و الرعية خلف الأسوار يلوحون بأ أيديهم ، رجال الأمن يحيطون به من كل جانب حتى لا يكاد يراه أحد حتى كاميرات التلفاز تجد صعوبة قصوى في الوصول إليه ، توجة الملك مباشرة إلى معرض الشباب الذي يحوي كل منتجات المدينة و مشروعاتها ، تجول مبهورا "هل لأهل المدينة كل تلك الإنجازات ، ما حسبتكم كذلك!!" و كان عمدة المدينة سعيدا و كأنه صاحب كل تلك الإنجازات رغم أن وجوده في العمودية لم يتجاوز العام .
في أحد أجنحة المعرض قدم صاحب المشروع منتجه للملك لكن قدم معه تظلم "يا سعادة الملك عندي شكوى أبثها إليك " فصدم العمدة تمنى لو تطويه الأرض طيا ، لكن الملك الحاني طمئن الشاكي سمع شكواه اشار بسبابته اليسرى لأحد أتباعه يسجل الشكوى ، سار الملك يكمل طريقه ، تخلف العمدة قليلا كي يدنو من أذن الشاكي "ماذا قلت سيقول عنا الملك ..مهملون!!!" فرد الشاكي " هي مشكلة الوطن كله " قال العمدة " هل حل هذه المشكلة هو ما يصلح الوطن؟" نظر إليه ثم سار يلهث خلف الملك ، فبهت الذي شكى و انتظر الويل الذي بثته إليه عيني العمدة . أكمل الملك تفقد الإنجازات لكن بدا انزعاجه من ضيق الأمكنة .
أخير وصل إلى استاد المدينة حيث العروض الرياضية المتواضعة التي تليق بمستوى المدينة لكن وصفها بقوله " هائل " مصفقا عند إنتهاء كل عرض ربما لمجاملة العمدة صاحب اللسان البرلنتي ، أو لإنهاء الزيارة الثقيلة التي تورط فيها .
و أخرج أنا من مدينتي في أيام و أعود إليها محملة بالأشواق و تستقبلني هي بكل مودة فما أن وصلت لحدودها حتى منعت من الدخول و قيل لدواعي أمنية، الملك في زيارة للمدينة قلت " يامرحبا به / اريد ان ادخل المدينة " قيل لي "حين يخرج الملك " أحتجزت عند الحدود حتى أغمض النهار عينه و أنهى الملك الزيارة ، علمت ان الملك و الرعية لا يجتمعون لست أنا ملكة و لا أميرة ، فقد خشي على الملك مني .
راندا رأفت
Randa_raaft@yahoo.com
No comments:
Post a Comment