أعادت تفجيرات لندن الأخيرة ما حدث في أمريكا من تفجيرات عام 2001 المسألة في الحالتين لا تعنينا نحن العرب و لن تضر شعبنا شيئا ، إلا من بعض العلاقات الدبلوماسية بين بلاد العالم التي تستدعي موساة حاكم هذا لحاكم تلك و شجب أعمال العنف و الإرهاب ، مصالح متبادلة ، في الحالة الأولى في تفجيرات أمريكا بعد صدمة أظنها مفتعلة جاء البحث عن الفاعل و الغريب الذي أصبح أمر واقع أنهم أكتشفوا أنه في افغانستان التي تبعد عن أمريكا اللاف الكيلومترات و بعد بحث و تقصي أكتشفوا ما أطلق عليه بابن لادن ، أما الحالة الثانية و هي تفجيرات لندن بعد الصدمة المبدأية المفتعلة أكتشفوا أن الفاعل في مصر ، طبعا حكومتنا المبجلة لاحقته بنفسها طبعا أقتل ابني احسن ما يقتل كل الابناء ، و يقتل بيدي أفضل ما يقتل بيد غرباء ، وجدوه و اعتقلوه ، أتخيل لو أن نتيجة التحقيق لم تأت على هوى امريكا و بريطانيا ( أصحاب السيادة ) ، في الحالة الأولى دخلت أمريكا افغنستان بكل جرأة كي يصلوا للأثيم المدعو بن لادن الإرهابي و كي يزيد من شرعية التواجد قيل أن وراءه تنظيم إرهابي ضخم أطلق عليه تنظيم القاعدة (و لم أفهم حتى اليوم ماذا يقصدون بالقاعدة )و ليتيحوا لأنفسهم كل شيئ أمام العالم قالوا نحارب الإرهاب في العالم و مصدره افغانستان فدخلوا أفغانستان و صار عاليها أسفلها ، ثم أصبح مصدره صدام و دخلوا العراق و صار عاليها أسفلها و الآن مصدره مصر .... و البقية تأتي .أني أؤمن بأن تفكير الأقوام و الشعوب لا يتغيرون ، و يبقى أسلوب التفكير هو نفسه ، فمثلا نحن في مصر مازال يحكمنا فكرة الفرعون الكبير بكل ميزاته و عيوبه ، و الشعوب العربية كالسعودية و العراق مازال يحمكهم فكرة القبيلة و الزعامة ، و اليهود مازال يحكمهم فكرة إقامة حصون تحميهم من الآخرين ... و هكذا هي الشعوب فماذا إذا لا يكون الدافع وراء تفجيرات لندن هو نفسه الذي كات وراء تفجيرات أمريكا ، كما كان الهدف من تفجيرات أمريكا هو التغلغل في الجسد العربي بشرعية تامة ، فما المانع أن يكون الهدف من تفجيرات لبنان هو التغلغل في الجسد المصري و خاصة أن مصر تعاني من صراع الآن بين الحاكم و الشعب ، فهي لهم صيد ثمين ، كما كانت أفغانستان تعاني من اللا حكم و العراق تعاني من استبداد الحكم ، بمعنى أن بريطانيا التي هي حليف أمريكا في كل المصائب التي تقوم بها ، هي التي دبرت التفجيرات كما دبرت أمريكا تفجيراتها ، و ما يقال كيف تقتل شعبها ؟ فأراهم قوم لا رحمة عندهم لا لأنفسهم و لا لشعبهم فاليقتل من يقتل المهم المصلحة و تصل لما تريد .