Thursday, July 07, 2005

المؤتمر الحادي عشر لكلية الإعلام جامعة القاهرة يناقش مستقبل وسائل الإعلام العربية

يمثل المؤتمر السنوي لكلية الإعلام في جامعة القاهرة العرس السنوي ( على حد تعبير أساتذة الإعلام ) الذي يشهده الإعلام العربي وينتظره الكثيرون من الأساتذة والباحثيين العرب في المجال الإعلامي .أقيم المؤتمر في دورته الحادية عشرة هذا العام تحت عنوان " مستقبل وسائل الإعلام العربية " ؛ برعاية السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، والأستاذ الدكتور علي عبد الرحمن يوسف رئيس جامعة القاهرة ، ورأس المؤتمر أ.د ماجي الحلواني عميدة كلية الإعلام ، و شارك فيه نخبة من أساتذة الإعلام في الوطن العربي من مصر وليبيا وفلسطين واليمن والأردن والبحرين والإمارات ؛ وناقش المؤتمر العديد من الأوراق البحثية المتعلقة بواقع ومستقبل وسائل الإعلام في الوطن العربي في ظل تطورات هائلة على الصعيدين التكنولوجي والمعلوماتي .فعن واقع الصحافة ؛ أظهرت الورقة التي تقدمت بها الدكتورة سحر فاروق ( جامعة حلوان ) ؛ تميزا للصحف القومية المصرية لزيادة عدد قرائها بنسبة 93.6 % مقابل 28.1 للصحف الحزية و 31.9 للصحف الخاصة . في الوقت الذي أكد فيه د. محمود منصور هيبة على أن ملكية الصحف تؤثر في أولويات عرض القضايا ، فالصحف القومية كالأهرام تمثل الطابع الرسمي للدولة و تقدم موقف الحكومة المصرية سواء كان ذلك يرضي الجمهور أم لا طالما الموقف صادر من جهة رسمية ، كذلك تؤثر السياسات الحزبية على الصحف التي تصدرها والتي تعبر عن لسان حالها ، بينما تعبر الصحف الخاصة عن الرؤى والتصورات الخاصة بالمالك للصحيفة .وعن التحديات التي تواجهها الصحف أكد د. عبد الجواد سعيد محمد ربيع ( جامعة المنوفية ) أن صناعة الصحافة الورقية تواجه تحديات جمة إدارياً واقتصادياً وتكنولوجياً ؛ من خلال ارتفاع أسعار الإنتاج و إنخفاض نسبة التوزيع و كذلك زيادة الإتجاه نحو تأسيس الصحف الإلكترونية . ويشير د. محمد عبد الله إسماعيل ( جامعة الزقازيق ) إلى إن الصحفيين الذين يتعاملون مع الصحافة الألكترونية 82.1 % من جملة الصحفيين العاملين في الصحف الورقية ، و الصحف العالمية الإلكترونية تحظى بنسبة متعاملين 36 % يليها الصحف العربية الإلكترونية بنسبة 35 % ثم يليها الصحافة الإلكترونية المصرية بنسبة 29 % . في حين توصل د. رفعت محمد البدري ( جامعة المنوفية ) إلى أن المواقع الألكترونية للصحف المطبوعة ما تزال تعاني من غياب استراتيجية شاملة يتم من خلالها متابعة التطوير والتحديث رغم مرور أكثر من 7 سنوات على إطلاقها ، كما أن العلاقة بين الإصدارين المطبوع والإلكتروني تتسم بالحذر والغموض وعدم الثقة من جانب الصحافة المطبوعة .وعن واقع الإذاعة والتليفزيون ؛ توصلت د . حنان أحمد سليم إلى وجود اتجاهات إيجابية لدى جمهور الصفوة الإعلامية المصرية نحو قناة الجزيرة لما تتميز به من فورية في نقل الأحداث ، وجرأة في طرح الموضوعات و مصداقية ودقة في الطرح ، في حين يأخذون عليها المبالغة والتهويل في تناول المشكلات . كما توصل د. أشرف جلال ( جامعة القاهرة ) إلى أن القنوات الخاصة في مصر ؛ دريم و المحور؛ استطاعت التأثير في خريطة برامج الرأي المسماة talk show لتقديمها برامج رأي مميزة ، وأنه رغم خضوع جميع القنوات للنظام الحكومي المصري إلا أن القنوات الخاصة تتمتع بقدر أكبر من الحرية في برامج الرأي .والورقة البحثية التي قدمها د. حسين أبو شنب- فلسطين ( جامعة الأقصى ) أثبتت تراجع إعتماد الصفوة الفلسطينية على الإعلام الإسرائيلي بسبب تراجع مصداقيتها و بخاصة في الأونة الأخيرة مقابل تصاعد الإهتمام بوسائل الإعلام المصرية بما فسره بالإهتمام بالدور المصري في القضية الفلسطينية . في الوقت الذي أكد د. عبد الله زلطة على حرص النخبة الإعلامية المصرية على مشاهدة القنوات العربية الإخبارية تليها القنوات المصرية . وتوصلت ورقة د. أحمد فاروق رضوان إلى أن إذاعة نجوم أف أم تحقق نسبة استماع عالية لدى فئة الشباب الجامعي بهدف التسلية والترفيه مما أدى إلى زيادة إقبال المعلنين علبها . كما أكدت د. هبة أمين شاهين ( جامعة عين شمس ) أن الرغبة في مشاهدة الأفلام الجديدة في مقدمة أسباب الإشتراك في باقات القنوات التلفزيونية الخاصة مما يوضح طبيعة الاستخدام الترفيهي للتلفيزيون المدفوع .و جاء في اسباب أنتشار قنوات الفيديو كليب الحديث في الورقة البحثية التي قدمها د. صابر سليمان عسران ( جامعة القاهرة ) بناء على استطلاع للرأي النخبة الإعلامية ؛ ضعف العقيدة وتفكك العلاقات الإحتماعية في كثير من الأسر العربية ، وغياب دور المؤسسات الثقافية ، وأخيراً غلبة النظرة المادية في الفن .و عن مستقبل وسائل الإعلام العربية ؛ توقعت د. ماهيناز رمزي ( جامعة عين شمس ) في ورقتها البحثية المقدمة للمؤتمر إيجاد نوع من الشراكة في المستقبل بين القنوات الخاصة بصورة تساعد كل قناة على الاستفادة من العناصر الإنتاجية في القنوات الآخرى ، وتوقع دخول الأجانب في الشراكة ، وأكدت على وجود هذه الشراكة فعلا في الوقت الحالي لكن بشكل غير معلن ، ومن خلال واجهات عربية . وأبدى د. عبد الرحمن محمد سعيد الشامي- اليمن ( جامعة الحديدة ) تخوفة من طغيان اللهجة العامية على برامج الرأي في التلفزيون اليمني . وفي الورقة البحثية التي قدمها سامي النجار ( جامعة المنصورة ) توقع بقاء الوضع على ما هو عليه بالنسبة لحجم الإقبال المتوقع على الصحف المطبوعة في مصر خلال السنوات القادمة وكذلك توقعت د. ثريا أحمد البدري ( جامعة القاهرة ) ألا يختلف دور الإعلام المصري في المستقبل عنه في المرحلة الحالية ، خاصة بالنسبة لقضية الإصلاح السياسي و جاءت توصيات المؤتمر مشيرة إلى أهمية زيادة الإهتمام بالبحوث الإعلامية ومزيد من التنسيق بين الأبحاث في المؤتمرات القادمة ، ومناشدة كل العاملين في الحقل الإعلامي لمساعدة الباحثين لإستكمال أبحاثهم .

No comments: