أراد وزير من الوزراء أن يثبت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب ، فوقع نشانه على أهم الكليات في أهم الجامعات في الشرق الأوسط ، لعلمه المسبق بأن كاميرات التلفاز و ميكرفونات الاذاعة و أقلام الصحف تتقدمه هناك ، ستصب عليه من اللوان المديح ما يشتهي و يزيد ، حدد الموعد و كان اللقاء ، فقام الاستاذ الاعلامي الكبير بتقديم الوزير المهم جدا بإعتباره رجل الماضي و الحاضر و المستقبل الذي لولاه ما حفظ الله مصر و لا تاريخها طيلة الخمسة عشر عاما الفانية ، كانت ابتسامة الوزير يملاها كل التفاؤل و الكبرياء و بعض من غرور المنصب ، تحدث الوزير المهم جدا في ربع ساعة عن اهمية مصر المعروفة في كل انحاء العالم و كيف انها إللهام للفنان ، تطرق للحديث عن الفنان الذي جاء من عالم آخر و مصيرة الى عالم آخر غير عالم البشر العاديين ، ثم احب ان يظهر للجمع الحضور من جيل المستقبل انه غاية في الديمقراطية المنشودة ففتح باب النقاش على مصراعية طرحت العديد من الاسئلة الهامة و المشاكل المزمنة لكن يبدو انه لم يذاكر جيدا قبل الامتحان فأخذ يلف و يدور حول الأسئلة و لم يوصل السائل الى اي معلومة تشفي فضوله ،و في خضم المعركة النقاشية كان هناك فاصل ترفيهي عن روح الوزير المهم جدا فقد اجهدته الأسئلة،قام بعض الطلبة لتقديم قصائدهم الشعرية كانوا ثلاث طالبات وطالب ، كانت دررهم في مديح الوزير المهم جدا و غازلت الطالبات بعض ما في نفسه من غرور رجل لو حضرت ما كان يجذبك الشعر بقدر ما يجذبك تأثر الوزير المهم جدا بما يقال عنهو عدنا لطرح الأسئلة لكن بدا على الطالبات (اكبر نسبة حضور ) انهن فهمن الوزير جيدا فحاولن تقديم عرائض من المديح والغزل قبل تقديم اسئلتهن ، لكن هيهات!!! سألت احداهن بعد مقدمة مبتكرة في فن الغزل كيف اصبح مثلك وزيرة حكى الوزير المهم جدا قصص من حياته التي عاشها و التي لم يعيشها و نظرا لديمقراطيته الشديدة ترك مداخلات الحضور من الأساتذة للإجابة على السؤال لم اشأ انا ان اوجة اي سؤال اعرف مقدما اني لم اصل لأي اجابة شافية فأردت ان اوجة دعوة للوزير الديمقراطي جدا ، دعوته لزيارة مسرح ام كلثوم في اي وقت يشاء ، لكن بدت الدعوة غير ذات اهمية فلم يبد اي رد فعل و انتقل لباقي الاسئلة التى لا يجيب عنها و في نهاية اللقاء المهم الذي عقده اهدى الوزير ثلاثة مجلدات تتضمن انجازاتة العبقرية في تاريخ مصرمن اصغر مكتبة في اعماق الريف ( لا يعرف مكانها على وجه الدقة ) الى تمثال ابي الهول و الاهرامات و كانت صورته تتصدر الصفحة الاولى بعد الغلاف ، كل ذلكعلى ورق فاخر جدا جدا تكلفت النسخة الاولى ما يكفي لترميم الكتب المتهالكة في دار الكتب التي لا يسمح لكبار الباحثين باستعارتها و تكفي النسخة الثانية لترميم المبنى الجديد لدار الكتب نفسه و النسخة الثالثة لتعيين موظفين ذوي كفاءات في هذه الدار و لم ينس طبعا تقديم نفسه في النهاية كأحد عباقرة العالم الآخر غير عالم البشر فقدم بعض اللوانه التي تعبر عن عشوائية ذاته المبعثرة هنا و هناك.و الشيء الخطير جدا أن هذا الوزير يدرك أنه مهم جدا جدا!!!!!!!!!!!!!!!.جدا
No comments:
Post a Comment