يظن الناس أنه عندما يصل لمرحلة متقدمة من العمر فإنه يخلع عن نفسه كل المراحل العمرية السابقة له ثم يعيش في مرحلة عمرية تالية لها خصائص جديدة بعيدة عن تلك بل و يسعى جاهدا للتخلص من تلك المرحلة السابقة ، خاصة مرحلة الطفولة التي يسعى الإنسان دوما للتخلص منها ظنا منه أنه بذلك يستطيع التعامل مع الناس بطريقة طبيعية لكن الحقيقة أن شخصية الإنسان تنمو بطريقة تراكمية بمعنى إن مرحلة النمو الحالية التي يمر بها الإنسان تكون لها السيطرة الأقوىعلى شخصيته لكنها في نفس الوقت لا تمحي المراحل العمرية السابقة لها مثل البناء فلا يمحي الدور الأعلى الدور الأسفل ، و الصحة النفسية للإنسان لا تتحقق الا بحدوث انسجام بين المراحل العمرية يدلل على ذلك بأهمية الخبرات التي تعيش مع الإنسان منذ طفولته ، طبيعة الإنسان أنه في أوقات كثيرة يحن لطفولته و قد يشعر بأنه يريد أن يلعب كما كان يلعب في طفولته أو يبكي كما كان يفعل ، بل أن الإنسان ايضا في حاجة إلى هذا الحنين للطفولة لكن بشرط أن لا ينقلب هذا الحنين إلى نكوص إلى الظفولة و نسيان المرحلة التي يمر بها ، بهذا الحنين الذي يشعر به يستطيع الإنسان ينعش شخصيته و تحيي جوانب ماتت فيها أو كادت تموت فما يتمتع به الأطفال من إقبال على الحياة بشغف يجعله يأخذ الأمور الجادة جدا بطريقة اللعب أو كهواية يستمتع بها من ثم يقوم بها على أكمل وجه و الطفل سرعان ما ينسى الصدمات و لا يسمح بهموم الحياة أن تظغى عليه أو تعيق أحلامه و الطفل ايضا غير متطرف و لا متكلف في انفعالاته ، لكنك الآن بعد أن تخلصت من طفولتك قد تتكلف في رسم نفسك أمام الآخرين و قد لا تصفح عن المسيئين ، و الحقيقة أنك إذا قتلت هذا الطفل فإنك تفقد كثير من المزايا كالمرح و النشاط و الحيوية و ربما تنقلب إلى ميل للحزن و الاكتئاب بالتالي قد ينعكس على صحتك البدنية ، فلضمان استمرار طفولتك لا تطفيء في نفسك المرح و الدعابة و لا تسمح لهموم الحياة بالسيطرة عليك ، تذوق الجمال من حولك و لا تخجل من الإنبهار به ، لا توقف أحلامك بالمستقبل المشرق الذي ينتظرك .
Thursday, December 08, 2005
في داخلك طفل رجاء لا تقتله
يظن الناس أنه عندما يصل لمرحلة متقدمة من العمر فإنه يخلع عن نفسه كل المراحل العمرية السابقة له ثم يعيش في مرحلة عمرية تالية لها خصائص جديدة بعيدة عن تلك بل و يسعى جاهدا للتخلص من تلك المرحلة السابقة ، خاصة مرحلة الطفولة التي يسعى الإنسان دوما للتخلص منها ظنا منه أنه بذلك يستطيع التعامل مع الناس بطريقة طبيعية لكن الحقيقة أن شخصية الإنسان تنمو بطريقة تراكمية بمعنى إن مرحلة النمو الحالية التي يمر بها الإنسان تكون لها السيطرة الأقوىعلى شخصيته لكنها في نفس الوقت لا تمحي المراحل العمرية السابقة لها مثل البناء فلا يمحي الدور الأعلى الدور الأسفل ، و الصحة النفسية للإنسان لا تتحقق الا بحدوث انسجام بين المراحل العمرية يدلل على ذلك بأهمية الخبرات التي تعيش مع الإنسان منذ طفولته ، طبيعة الإنسان أنه في أوقات كثيرة يحن لطفولته و قد يشعر بأنه يريد أن يلعب كما كان يلعب في طفولته أو يبكي كما كان يفعل ، بل أن الإنسان ايضا في حاجة إلى هذا الحنين للطفولة لكن بشرط أن لا ينقلب هذا الحنين إلى نكوص إلى الظفولة و نسيان المرحلة التي يمر بها ، بهذا الحنين الذي يشعر به يستطيع الإنسان ينعش شخصيته و تحيي جوانب ماتت فيها أو كادت تموت فما يتمتع به الأطفال من إقبال على الحياة بشغف يجعله يأخذ الأمور الجادة جدا بطريقة اللعب أو كهواية يستمتع بها من ثم يقوم بها على أكمل وجه و الطفل سرعان ما ينسى الصدمات و لا يسمح بهموم الحياة أن تظغى عليه أو تعيق أحلامه و الطفل ايضا غير متطرف و لا متكلف في انفعالاته ، لكنك الآن بعد أن تخلصت من طفولتك قد تتكلف في رسم نفسك أمام الآخرين و قد لا تصفح عن المسيئين ، و الحقيقة أنك إذا قتلت هذا الطفل فإنك تفقد كثير من المزايا كالمرح و النشاط و الحيوية و ربما تنقلب إلى ميل للحزن و الاكتئاب بالتالي قد ينعكس على صحتك البدنية ، فلضمان استمرار طفولتك لا تطفيء في نفسك المرح و الدعابة و لا تسمح لهموم الحياة بالسيطرة عليك ، تذوق الجمال من حولك و لا تخجل من الإنبهار به ، لا توقف أحلامك بالمستقبل المشرق الذي ينتظرك .
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment