وصول الإنسان إلى مرحلة الشيخوخة يصاحبه العديد من التغيرات البيولوجية و النفسية فنجد مثلا تدهور الوظائف العقلية مثل ضعف الذاكرة و النسيان و مظاهر خرف الشيخوخة كتكرار الحديث ذاته عدة مرات و نسيان الأبناء و الأهل و البطء في التفكير و تباطيء القدرة على الإبتكار و ضعف القدرة على التعليم و تتأثر عملية الإدراك و التذكر بنشاط خلايا المخ التي تطرأ عليها تغيرات تؤثر على نشاطها و فعالياتها ، و مظاهر الضعف الجسمي و الأمراض المزمنة و الإحالة للتقاعد و إفتقاد شريك الحياة و ابتعاد الأبناء عن الأسرة كل ذلك يشعره بالغربة و الخوف و الحاجة للسند كما يزداد إحساس المسن بذاته و يوجه كل إهتماماته نحو ذاته ما يعرضه لأن يتخذ أحد الموقفين أما محب لنفسه و معجب بها أو موقف اللا مبالاة و التعلق بالماضي ، حيث يشعر بالنقص الذي عليه حاضره فيحاول تعويضه بإضافة ماضيه إلى حاضره ، التقدم في العمر لا ينقصه ابدا خصوبة في العاطفة مما يجعل كثير من المسنين ينخرطون في حالة من الوله و الحب مع بعض الشابات أو المراهقات و يزيد أللامهم استنكار القيم الإجتماعية لهذه العلاقات و سخرية الناس و استهزائهم منها ، و قد ينتاب المسن حالات من البكاء و الحنين إلى أحبائهم ممن رحلوا ، كما يتسم المسنين ببعض سمات الأطفال مثل عدم التحكم في الإنفعالات تحكما صحيحا شانهم في ذلك شأن الأطفال اللذين يعجزون عن ضبط مشاعرهم و عواطفهم و العناد و صلابة الرأي الميل لمديحهم و الإطراء على أفعالهم كما يشعرون دائما بالخوف من الآخرين و عدم الثقة بهم و يغلب على طابعهم التعصب الذي لا يكون في جوهره على أساس فهم يتعصبون لجيلهم و أرائهم و كل ما يتعلق بهم و يشعرون أنهم مضطهدون ، كما يفضلون الطرق و الأساليب التي اعتادوا عليها و سبق تجربتها فهم على غير استعداد للمغامرة و التجربة الجديدة، في النهاية يجب عدم الخلط بين مفهوم الشيخوخة و كبر السن فالحقيقة أن ليس كل كبار السن في حالة الشيخوخة .من الضروريات التي يحتاجها المسن كي يتجنب معاناة الشيخوخة فهي أن يكون له اهتمامات قوية و متنوعة ، له استقلال إقتصادي يجعل الإستقلال المعيشي ممكنا ، علاقات اجتماعية عديدة مع الناس من كل الأعمار و ليس مع المسنين فقط ، و القيام ببعض الأعمال المسلية و الممتعة بشرط أن لا تكون مرهقة ، تجنب الشكوى و الإعتراض و نقد الآخرين الأصغر سنا ، و على للآخرين أثناء التعامل مع المسنين ، العمل بشتى الوسائل لرفع روحهم المعنوية بإشعارهم بالحب و الحنان و تجنبهم المناقشات التي تؤدي إلى إثارة انفعالاتهم و إزالة كل ما يبعث فيهم الخوف و القلق و إتاحة الفرصة لهم للتنفيس عن مشاعرهم و الإهتمام بتوفير الحاجات المعيشية الضرورية و شغل أوقات فراغهم و عدم فرض أنشطة معينة أو حلول معينة عليهم بل أخذ رأيهم في كل صغيرة و كبيرة . و على الشباب و من في مراحل النضج أن يستعدوا لمرحلة التقدم في العمر من خلال اكتساب المهارات و الميول و النظر لمرحلة التقدم من العمر على أنها حالة من القدرة و ليس حالة من العجز و أنها مرحلة ككل المراحل العمرية لها إيجابياتها و سلبياتها .
No comments:
Post a Comment