Thursday, June 15, 2006

الإعلام الإسلامي فوضى إعلامية يطغى عليها النزعة القدرية

مزيدا من صحف و مزيدا من القنوات المتخصصة أو برامج متخصصة أو حتى حلقة من برنامج متخصصة للحديث في الشؤون الدينية أو الإسلامية على الوجه الأدق ، هذا بالإضافة للكم الهائل من مواقع الأنترنت الإسلامية، للجميع الحق في أن يناقش الدين و الأمور الدينية تحت شعار العمل على تدعيم القيم الإسلامية والإنسانية أو خلق مجتمع إسلامي معاصر و غيرها من الشعارات الفضفاضة البراقة ، رغم ذلك فحوالي (90%) من المادة المذاعة والمنشورة تحت مسمى المواد الإسلامية تبعد بعداً تاماً عن عقائد الجماهير الإسلامية، وتهدم ما بنته المادة الإعلامية القليلة المرتبطة بالقيم الإسلامية والتي لا تتعدى (4%) من مجموع ما يوجه إلى الجماهير من برامج أجهزة الإعلام على اختلافها
فكرة الأعلام الإسلامي مازالت محل جدل علماء الدين و الإعلام ما بين مؤيد و معارض ،
فترى د. ليلى عبد المجيد ( أستاذ و رئيس قسم الصحافة كلية الإعلام ) : " أنا ضد تسمية الإعلام الإسلامي و على أفتراض صحته أرى أن الإعلام الإسلامي جزء من فوضى يمر بها المجتمع الآن فهناك العشرات من الاسئلة تدور حولها لا نجد لها اجابة مثلا من يقوم بالتمويل و ما الهدف من تمويلها أصلا أوجدي لي صحفة أو قناة تعلن صراحة عن ممولها الحقيقي أو اعلنت بوضوح عن اهدافها ، الاعلام الحقيقي هو الذي له جمهور محدد و هو الذي يستمر في النهاية سواء كان إعلام سياسي أو ديني ".
في حين ترى د. إنشراح الشال ( أستاذ الإعلام جامعة القاهرة ) : " الإعلام الإسلامي الآن يعتبر رد فعل طبيعي للهلث المنتشر في الإعلام و البرامج التافهة و بالتالي كان زادت البرامج الجادة التي تناقش الموضوعات الدينية و هذا ليس عيبا على العكس تماما و انا أشجعه جدا " .
بينما يرى د. عبد العظيم المطعني ( أستاذ الشريعة الإسلامية ) : " أن شرها أكثر من نفعها ".
اتفقت معه د. آمنة نصير ( أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر) : حيث ترى أنه "رغم انتشار الفقرات الدينية و المواد الدينية عبر الفضائيات و عبر الصحف و زيادة المساحة المتاحة لها إلا أنها لا تدخل في دائرة الترشيد و المنهج و القضايا التي تهم مستقبل هذه الأمة و نوعية الطرح نفسها لهذه الاطروحات من خلال وسائل الاعلام اعتبرها جميعها الإ القليل النادر يخرج من دائرة الإهتمام بقضايا العصر و لا أتجنى إن قلت أننا عدنا إلى الوراء و رجعنا بثقافة المجتمع إلى ثقافة هامشية لا تشكل اهمية في تكوين ثقافة المسلم لكنها اثارت قضايا لا قيمة لها و كان الحصاد هذه الامية الدينية سواء فيما ما يطرح من مشاكل عبر الهاتف التلفزيوني أو ما يصل لي شخصيا من مشاكل من خلال هاتفي الخاص أندهش من قضايا السحر و قضايا غرف النوم و أبسط قواعد الطهارة في نقاش يخلو أكثره من الفكر أو أي ثقافة و بالتالي يكون الحصاد لا يصل الى مستوى التكوين الحقيقي للمسلم أمرأة أم رجل بل هو استهلاك هامشي كأي شيء في هذه المرحلة التي نعيشها لا تأهيل و لا دراية و لا نظر الى المستقبل ..." .
و يقول د . محمد رأفت عثمان (أستاذ الفقه الإسلامي جامعة الأزهر) : " الإعلام إذا اخذناه من الناحية الاسلامية لابد ان يكون خادما للثقافة الإسلامية و تعريف الناس لتوجيهات الشرع و محاربة الأمية الدينية"
بينما كما يقول د . جمال قطب (الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر ): " لا شك أن الاعلام الإسلامي في الوقت الحاضر على الوسائل المختلفة قد بلغت حد يتجاوز الوعي و وصل لدرجة الفوضى و العشوائية حى ليسهل على الناس أن تتهم تلك الممارسات بالرغبة في تزييف الوعي و تغيير ملامح الاسلام و العبث باللوان الفكر الاسلامي "
و يقول د. عبد المعطي بيومي ( عميد كلية أصول الدين ) : " حتى الآن لا يوجد إعلام إسلامي بالمعنى الصحيح أو المفروض ، كل ما هنالك بعض البرامج أو القنوات غير المنظمة و التي لا يستهدف منها خطة واضحة إنما هي برامج متناثرة كل برنامج له إتجاه مختلف عن الآخر ، رغم ان الإعلام وسيلة ممتازة لتجديد الخطاب الديني و خلق وعي بمشكلاتنا المعاصرة لكن البرامج الدينية الان ضعيفة جدا . "
و رغم كل ذلك يرى د. جمال قطب أنه رغم كل التوافه الموجوة و المفروضة علينا هناك بعض قنوات و برامج ممتازة و تعد ثوابت في الاعلام الاسلامي".
و تواصل د. آمنة نصير حديثها عن القضايا التي يجب أن يعالجها الإعلام الإسلامي " و من القضايا الهامة التي يجب معالجتها و بثها عبر وسائل الإعلام قضايا الوطن و مستقبل الأمة و كيفية تكوين الإنسان السياسي الناضج نحن نعيش بشكل بوهيمي غير جاد و خارج نطاق أي تكوين أصيل وكما أن الناس لا يعرفون كيف يطالبون حقوقهم و هذا واجب الإعلام الإسلامي فكل المواد التافهة المعروضة على الفضائيات نجحت في تكوين انسان خالي الوفاض من كل قيمة عقائدية أو فكرية لذا أدعو المثقفين و أصحاب الرأي باقتحام هذا البلاء و يحاولوا الإصلاح و الحكومة عليها أن تكون قدوة صالحة "

No comments: