Saturday, July 01, 2006

سقوط العلم


" أستحلفك بالله ألا تسقط .. أن تصمد رغم كل شيء "
هذا ما شهقت به عاليا حين وجدتهم يتساقطون الواحد تلو الآخر بعشوائية ، بقسوة ، بمرارة يلحقها بكيان كل ذي آدمية .
كان النهار في منتصفه ، مع ذلك خجلت الشمس من الظهور فبدت الحياة شاحبة ، الأعلام متخاذلة خافضة رؤوسها .. يبدو عليها الاستعداد للسقوط .. استسلمت.
أستعيد تاريخهم حين اصطفوا هناك على أعلى مكان في المعمورة ، يشكلون معا أسطورة الحضارة ، و قد تدهور بهم الحال حتى اصطفوا على الأرض بجانب تلك البناية يشكلون مآساة الحضارة .
في ذلك اليوم على الأخص ، كانت الغابات قد عمرت لذا انتقلت كائناتها للحياة في المدن ، لم يكن لهم مكان بالمدن ، فعقدوا العزم على أن يخلقوا لهم مكان بالمدن و لو على رؤوس البشر ، اختاروا لهم ملك من حزب الشين ، سنوا أنيابهم ، أظافرهم ، مخالبهم، كل أسلحتهم ... و انتظروا حتى حين .
و لما كان اليوم الموعود ، و الناس كغثاء السيل يسعون في اتجاهات شتى متنافرة غير مبالين بما كان و بما سيكون ، أصدر ملكهم الأمر ، تسللت كائنات الغابة بهدوء شديد الذكاء في حياة البشر استولت عليهم بألية التنويم المغناطيسي ، ثم بدأ الإحتلال تدريجيا بناء على خطة محكمة .
بدأت بسحب العلم الأول ، لم يبال أحد من الناس ، أطمئنت الكائنات و تجرأت ، سحبت العلم الثاني ثم الثالث ثم الرابع و الخامس ، و الناس في غفلة منومون لا يرون لا يسمعون ، و أنا في حالة من الذهول أوقعتني في مرحلة من فقدان الوعي و اللاوعي ...
حتى ما بقي سوى هذا العلم .. ها قد جاء دوره ، أنادي في الناس انتبهوا انتبهوا ، استجديهم لكن دون جدوى ، حتى يئست من البشر فصرت أنادي على العلم عله يستجب لي فإذا سقطت ، سقطت أنا، سقطت أمي، سقط الوطن بلا رجعة : " أستحلفك بالله ألا تسقط .. أن تصمد رغم كل شيء ".


2 comments:

aiman said...

اعلامنا سقطت بينا ...

وحتعلي تاني لما ييجوا ناس يستاهلوها يزودوا عنها

راندا رأفت said...

لما يجوا الناس

لكن تفتكر هييجوا


تحياتي أستاذ ايمن