Friday, March 06, 2009

رغم سهولة النشر الإلكتروني مازال الكتاب الورقي في المقدمة : تحقيق صحفي

مع نهاية العام وقبل معرض القاهرة الدولي الكتاب بدأت اعلانات الاصدارات الجديدة تنهال على البريد الألكتروني وبريد الفيس بوك، وصل لبريدي فقط 75 كتاب جديد، أكثرهم من النوع الابداعي الشعري خاصة والقصصي، و4 كتب فقط مقالات مجمعه تعبر عن رأي صاحبها.

وما أن بدأ معرض الكتاب حتى وطرق البريد عشرات من الدعوات لحفلات التوقيع التي تنظمها عشرات من دور النشر الجديدة والقديمة، في المعرض دفعنا الفضول لزيارة تلك الدور والتعرف على اصداراتهم

لفت نظري كثرة عدد الاصدارات ومن خلال الاطلاع على عدد منها كفيل بالحكم على ثراء الحركة الثقافية في مصر وان مصر مازال بها كثير من الابداع.
واللافت للنظر أيضا أن الكتاب الورقي مازال يتمتع بأهمية قصوى بين معشر الكتاب، وعن تجربة النشر كان لنا هذه اللقاءات مع عدد من المبدعين.

فيقول القاص والروائي سمير الفيل:" تبلغ عدد إصداراتي حتى الآن: 20 كتابا منها سبع مجموعات قصصية، وثلاث روايات. وأنتظر الكتاب الحادي والعشرين، من الطبيعي أن يكون للمبدع كتبا لتضم إنتاجه وتعرف الناس به، ولما كانت بداياتي بالضبط سنة 1968 وعندي 17 سنة فقد شاعت وقتها حكاية أن النشر في جهة حكومية هي خيانة للقضايا الوطنية فتأخر النشر لسنوات طويلة حتى تنبهت لخطأ المقولة وجنايتها على كثيرين تمسكوا بها وصدقوها. اول كتاب صدر لي هو ديوان بالعامية المصرية واسمه " الخيول " عن مديرية ثقافة دمياط سنة 1982، وثمنه وقتها 10 قروش، وقوبل باستحسان نقدي كبير.

بدأت النشر في جهات حكومية كالهيئة العامة للكتاب التي نشرت لي رواية "رجال وشظايا" 1990 ثم اتجهت للقطاع الخاص فنشر لي مركز الحضارة العربية رواية ظل الحجرة " 2001، و" أرجوحة" 2001. ثم عدت ثانية للنشر الحكومي لأن له ميزة أساسية؛ فهو يوزع على نطاق واسع ويعطيك مكافأة تشر كما ان ثمن الكتاب مناسب جدا ولا يتجاوز الخمسة جنيهات، أما دور النشر الخاصة فأغلبها يأخذ منك نقودا ولا يعطيك مكافأة وتوزيعه محدود إلا في بعض الدور العريقة كالشروق مثلا.

ويواصل الفيل تجربته في اصدار كتب تتبع السلاسل القومية: "بالطبع لو أن هناك التزاما بالدور والصلاحية والقيمة بشفافية لكانت دور النشر القومية أفضل، ولكنها تحتاج للانتظار لسنوات طويلة أو يكون لك صداقة قوية ومعرفة بالقائمين عليها، لكن لي تجربة مشرفة مع الهيئة العامة لقصور الثقافة فقد نشرت لي من خلال إرسال كتبي بالبريد، واستدعتني لمراجعة البروفات بالعكس مما حدث معي في تجربتي مع الهيئة المصرية العامة للكتاب التي طبعت بدون تصحيح او مراجعة وصدر الكتاب ونحن في ملتقى العريش الأدبي الثاني ولم اعرف بصدوره إلا مصادفة، وفي تقديري أن ظهور مجموعة دور نشر خاصة، ومحترمة أعادت لنا الثقة في الدور الذي يمكن أن تلعبه من جديد في الساحة الثقافية العربية. كانت لي تجربة مشرفة مع دار " فكرة " للنشر والتوزيع، وكان مرنا في الشأن المالي، وقد أقيم حفل توقيع في دمياط حضره اكثر من ستين مثقفا، وانا أفكر حاليا في نشر كتابين في مثل هذه الدور المحترمة لحوارت مع كتاب عرب ومفكرين مثل حنا مينا، وجورج طرابيشي، ود. صبري حافظ، ود. يمنى العيد، ود. أمينة غصن، ود. عبدالرحمن بسيسو وأكثر من 40 مبدعا عربيا. أبحث عن دار نشر طموحة لكي تتبنى التجربة. ويهمني هنا ان أشيد بدور نشر قدمت تجارب في غاية الأهمية كدار العين، ودار هفمن، والدار،ودار شمس، ودار النهر، وغيرها.

أظن أن السوق في حاجة لعملية فرز وتقييم مستمرة حيث ينبغي أن نساند دور النشر الخاصة صاحبة الرسالة التي تتجاوز مسألة المكسب لتتبنى قضية عودة الكتاب القيمة للواجهة".

وتقول الشاعرة (حنان عبد القادر) الصادر لها 4 مجموعات شعرية ومازال 4 تحت الطبع: " لا يزال للكتاب ذلك العالم السحري الذي نختزنه في مخيلاتنا، وله مكانته السرمدية في نفوسنا؛لأن الكتاب أكثر التصاقا بالقارئ... فيجعل روح الأديب أكثر قربا منه، وكذلك لأن العمل الأدبي يوثق بالكتاب، ويصبح له بعد وجمال واحترام آخر... غير أن يكون مجرد مخطوطة ورقية أو حتى مخطوطة إلكترونية على صفحات الإنترنت.

وبالفعل بدأت التفكير في اصدار كتاب خاص لي منذ اللحظة التي شعرت فيها أن لدي أعمالا ترقى للتدوين في كتاب، وتجربة أحب أن أقدمها للقارئ لأرى مدى تفاعله معها.. حتى يشعرني بأهمية ما أقدم، ويشجعني على المضي قدما في الطريق.

بذلت محاولات ليست مجدية في محاولة النشر ضمن سلاسل الاصدارت القومية، ولأن النشر عندهم يتأخر بالسنوات، ويحتاج – في بعض الأحيان – لأن تكوني على معرفة بأحد... استسهلت النشر في دور النشر الخاصة.... رغم ما عانيت من مشكلات كبيرة مع بعضها.

وعن واقع النشر في مصر تقول (حنان عبد القادر): إن تراجع نسبة القراءة، وعدم الاهتمام بالكتاب وبالنتاج الثقافي العربي، وتراجعه مقابل الاهتمام بالسلع الأخرى ذات الربح السريع أنتج أزمة النشر، وهذا ما أدى إلى تقليص أعداد الكتب , وتهميش دورها الثقافي؛ مما يدفع إلى تبني الكتب والمنشورات الاستهلاكية السريعة، أو الكتب التي تخاطب الغرائز وتحظى بإقبال من بعض فئات الجمهور.
في حين نجد أن الكتب الإبداعية من شعر وقصة ورواية لا تحظى بالعناية من الناشرين أنفسهم؛ بسبب التشكيك في أهمية الإبداع ذاته،ونجد بعض دور النشر لا تحتكم لعناصر الجودة في نشرها، الأمر الذي يرافقه عزوف الحركة النقدية عن الكتاب، وانقطاع الصحافة عن الترويج له؛ مما يؤثر سلبا على حركة القراءة، وترويج الكتاب.

إن توزيع الكتاب وحده لا يكفي، فالتوزيع تلزمه عملية دعاية وإعلان، وهي عملية مكلفة للغاية، لذا يجب أن يبرز دور وسائل الإعلام، فيقع على عاتقها تعريف الجمهور بالكاتب ومنجزه الثقافي، حتى لو كان الجمهور يعاني من فقر في القراءة لكن التعريف بالكتاب هنا مهم للغاية، لكونه يلعب دورا مهما في تحفيز عملية المطالعة والشراء.

وقد يتحول الكاتب بفعل هذه العراقيل إلى موزع لكتبه ومؤلفاته، خاصة من لا يملك القدرة المالية ولا طول النفس والصبر على مجاراة شروط ومتطلبات دور النشر وعمليات الطبع والتوزيع.

إن القارئ العربي ما عاد يثق بما يطرح له في السوق، وفي ظل عدم وجود جيل قارئ علينا أن نعمل على تكوينه وذلك بأن نذهب بالكتاب إلى القارئ.
علينا إعداد المواطن العربي الذي يتذوق النص العربي، ولابد من التوسع في إنشاء المكتبات العامة لأنها توفر للمواطن القراءة المجانية، خاصة في ظل الغلاء الذي أصاب كل شيء في العالم إلا الإنسان

لكن من ناحية آخرى يقول (محمد مفيد): مدير الموقع الألكتروني لدار الكتب: "مع انتشار قاعده الكتابه علي الانترنت والتي جعلت من كثير من الناس تكتب وتعبر في شتي المجالات، الا ان يبقي الكتاب هو أحد رموز الحركه الثقافيه، فالكتاب له رونق وبريق خاص عن اي كتابات اخري متداوله علي الانترنت، ومع انتشر قاعده النشر وانتشار دور النشر المختلفه اصبح بأمكان اي شخص ان ينشر اي شئ له وبدون عناء، ولكن يبقي المضمون الجيد هو ما يفرض نفسه علي الساحه وتجد الاقبال عليه وتقييمه مستمر".

وتقول القاصة (د. حنان فاروق) الصادر لها كتابين: "الكتاب الورقي مازال من وجهة نظرى هو الصلة الحقيقية والتوثيق الرئيس لكلمات المبدع، لا أنكر أن النشر العنكبوتي أخذ مكانه بقوة لكن يبقى الكتاب هو بعض الكاتب الذى لايرضى عنه بديلاً، بدأت التفكير فى الاصدار منذ زمن بعيد، اخترت دار خاصة للنشر لأن الدور الجديدة تمارس الجدية بشكل أو بآخر، لم أحاول حتى النشر فى الإصدارات القومية ولا أعرف إلا أن الطريق إلى النشر بها ليس بسهل وطرقه وعرة لا أستطيع خوضها، أما عن مشاكل النشر فهي لا تنتهي وهي ربما تخنق الإبداع الأدبي وتقلصه، لكن دور النشر تزداد عدداً والتنافس قد يتيح فرصاً أفضل للكتاب والمبدعين".

ويقول الشاعر (محمود مغربي) الصادر له 4 دواوين: "النشر هو حلم كل مبدع لانه من خلال كتابه يراه الجميع، و الآن ارى بان هناك نوافذ كثيرة يمكن يطل من خلالها المبدع ويجد فيها المتنفس لابداعه من خلال دور النشر القومية والخاصة وشبكة الانترنت.

No comments: